غادرت 76 أسرة نازحة معسكر "سكلي" الذي يقع بالقرب من مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور متوجهة إلى مناطقها الأصلية بمحلية السلام في إطار جهود العودة الطوعية، وبالمقابل أكدت السلطات المختصة اكتمال التجهيزات لاستقبال هذه الأسرة. وطالبت الأسر التي أكدت رغبتها الأكيدة في العيش بديارها السلطات بضرورة توفير الغذاء وتأمين أوضاعه حتى قدوم موسم الحصاد القادم، واصفة أجواء المعسكرات التي فرضتها ظروف الحرب بإقليم دارفور بالمهينة للغاية. وأفاد مراسل الشروق من مدينة نيالا مهدي العزيب أن عودة هذه الأسر والبالغ عددها 76 أسرة جاء بناء على قناعتهم بضرورة العودة إلى ديارهم الأم وطي صفحة المعاناة في معسكر سكلي الذي قضوا فيه أربع سنوات متتالية وتنقصهم الكثير من الخدمات. معاناة سابقة وفي السياق نفسه قال شيخ معسكر سكلي محمد دفع الله للشروق: "اضطرننا إلى النزوح هرباً من الحرب وقضينا حتى الآن أربع سنوات في المعسكر وذقنا الأمرين، تعب في المعيشة إذ أننا لا نحصل على أبسط الخدمات بجانب مفارقة الديار الحبيبية". وأضاف دفع الله": "كنا أشبه بالغرباء في الإقليم الذي نشأنا وترعرعنا ولم ننل من عيشة المعسكرات شئ سوى الرهق الذهني والتعب الجسدي ونصبوا حالياً لأن نعيش أوضاعاً معيشية جيدة كغيرنا من مواطني السودان، ونريد أن نتنسم السلام ونعيش تحت مظلته بعيداً عن مشاهد النزيف والحرب". وطالبت امرأة ظلت لأربع سنوات في أحضان المعسكر منذ أيام الحرب، بتغيير أوضاع النازحين. قائلة: "لم نحصد سوى التعب من هذه المعسكرات ونقل الطوب أهكلنا ونريد عيشة كريمة ولقمة نظيفة". وبالمقابل أكدت السلطات المختصة في الولاية توفير المعينات الخاصة لاستقرار العائدين إلى ديارهم بتوفير بعض المعينات الضرورية واستنفار جهد المنظمات الطوعية. وقال مفوض العون الإنساني بولاية جنوب دارفور جمال يوسف إنهم وفروا العربات لترحيل هذه الأسر كما أمنوا لهم كمية مقدرة من الغذاء حتى تستقر أوضاعهم ويمكنوا من الاعتماد على أنفسهم. وأضاف أن هنالك لجنة فنية مكونة من وكالات الأممالمتحدة وبعض المنظمات الأجنبية ستعمل على متابعة أوضاع هذه الأسر وستبدأ عملها بمحلية السلام الأسبوع القادم.