شك عدد من نازحي المعسكرات بجنوب دارفور من بروز أزمة انسانية حقيقية بدأت تلوح في الافق مع قدوم فصل الخريف ، فوضع النازحين بالمعسكرات يزاد سوءا يوما بعد اخر منذ تخفيض برنامج الغذاء العالمى حصص المواد الغذائية ومواد الايواء الى اقل من 50% للأسرة قبل ثلاثة اعوام ، ما انعكس سلبا على حياة النازحين وعجزهم عن تسيير حياتهم اليومية ، وتتفاقم تلك الاوضاع فى فصل الخريف الذى يمثل هاجسا للنازحين فى ظل انعدام مواد الايواء من خيم ومشمعات. عدد من نازحى معسكر عطاش قالوا ل«الصحافة» ان معاناتهم تتضاعف في فصل الخريف اذ يحتاج النازح لمشمعات تقس أسرته الامطار، وخاصة ان منازلهم مبنية من المواد المحلية التى تفتقر لاسباب مقاومة الامطار العاتية ، كما يواجهون شحا فى المواد الغذائية، واكد الاهالي بمعسكر عطاش انهم سئموا حياة المعسكرات ويرغبون فى العودة الطوعية لقراهم غير انهم يفتقرون لما سموها بحوافز العودة، وناشد عدد من النازحين الحكومة ولجنة الطوارئ بضرورة توفير مواد الايواء والغذاء ، الى جانب توفير الدواء لمواجهة أى خطر ينجم عن تدفق الامطار، فضلا عن المساعدة فى فتح المجارى وردم البرك التى من شأنها خلق البيئة المواتية لتوالد الذباب والباعوض تفاديا لانتشار الامراض مثل الدسنتاريا والملاريا والرمد الذى ينتشر فى فصل الخريف لعدم توفر الامكانات الصحية والعلاجية بمراكز الخدمات العلاجية بالمعسكرات بعد خروج عدد من المنظمات ومغادرتها للولاية ما انعكس سلبا علي المرضي وذويهم، وقال الحاج ادم من معسكر دريج شرق نيالا انهم يفتقرون لادنى الخدمات التى كان يتمتع بها النازحون بالمعسكرات سابقا ، منوها الى انهم لم يصرفوا أية مواد غذائية بصورة منتظمة منذ اكثر من خمسة شهور ، ماضيا للقول ان الكميات التي يحصلون عليها غير كافية وادت الي تدهور الاوضاع الصحية للنازحين، واضاف الحاج ادم ان النازحين بالمعسكر يفتقرون للامكانيات المادية التي تمكنهم من شراء احتياجاتهم لمواجهة فصل الخريف . وفي السياق ذاته، قال شيخ معسكرات سكلى جنوبنيالا سعد عثمان انهم ظلوا لسنوات يطالبون الجهات ذات الاختصاص والمنظمات الاجنبية والسلطات المحلية لمساعدتهم في توفير مواد ايواء للنازحين قبل موسم الخريف الا انهم لم يجدوا الاذن الصاغية ، مشيرا الى وجود أسر بالمعسكرات تفتقر لمن يعولها او يوفر لها ادنى الخدمات، واصفا حياتهم بالمأساوية ما يتطلب التدخل العاجل وتقديم المساعدات لهم قبل حلول فصل الخريف، ودعا شيخ معسكر سكلي الجهات المعنية بضرورة الاسراع فى توفير الادوية لمواجهة الحالات الطارئة بالمعسكرات اثناء فصل الخريف . عدد من النازحين بمعسكر كلمة كشفوا ل«الصحافة» عن الاوضاع الانسانية داخل المعسكر، واصفين اياها بغير المطمئنة خاصة بعد توقف بعض المنظمات التى كانت تقدم مواد الايواء للنازحين فضلا عن توفير الادوية العلاجية ، مشيرين الى ان المعسكر اصبح شبه خال من المنظمات مما يتطلب تصدي الجهات المعنية للامر و تقديم المساعدات لهم، وقال احد نازحى كلما ان خريف العام الماضى ادى الى تدمير اكثر من 600 منزل واتلاف كافة ممتلكات اصحابها الذين لم تقم لهم قائمة حتي الان ليأتيهم خريف هذا العام وليس لديهم مساكن تحميهم ، ويرى النازحون ان تجاهل الحكومة لاوضاع النازحين يدفعهم فى التفكير كثيرا قبل العودة الطوعية. كثير من النازحين ذهبوا الى قراهم ثم عادوا مرة اخرى لعدم وجود المحفزات بمناطق العودة الطوعية، ودعا النازحون طرفي التفاوض بالدوحة بضرورة التوصل الى سلام حقيقى والاسراع فى اغلاق هذا الملف الى جانب دعوة قادة الحركات التى ترفض الانضمام بضرورة النظر لمعاناتهم التى طال امدها دون جدوي ، مشيرين الي ان النزوح لم يجلب لهم سوي الدمار والانحلال الاخلاقى الذي يهدد النشء وطالب النازحون بضرورة السعى للوصول لاتفاق حتى يتمكنوا من العودة الى مناطقهم لصون حياتهم وشرفهم قبل ان يزداد الطين بلة . وفى الاتجاه اشار وزير الشئون الانسانية بالولاية سليمان أحمد عمر الى ان الوضع الانسانى والغذائى بالمعسكرات مطمئن ويتسم بالاستقرار ولم تشهد له المعسكرات مثيلا من قبل، مؤكدا وجود رغبة اكيدة فى العودة الى القري ، وابان ان هنالك اكثر من 350 أسرة من معسكر السريف و170 أسرة من عطاش على اهبة الاستعداد للعودة الى قراهم للحاق بموسم الخريف لزراعة اراضيهم مع الالتزام الكامل من قبل حكومة الولاية بتوفير كافة الخدمات والمعينات الزراعية عبر الطلبات التى قدموها،داعيا اللجنة العليا للعودة الطوعية بالاسراع فى صرف ميزانية الوثبة الثالثة لبرنامج العودة الطوعية حتى تتكمن الوزارة ومفوضية العون الانسانى لتوفير المحفزات التشجيعية لاستقرار الأسر التى اكدت رغبتها فى العودة.