اعترف وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم أحمد حسين لأول مرة بقصور في الدفاع الجوي السوداني كونه مكلف للغاية، متهماً جهات داخلية لم يسمها بالتورط في الغارة الإسرائيلية التي قصفت سيارة في بورتسودان والمساهمة في توجيه الطائرة. وكشف الوزير أمام البرلمان بالثلاثاء عن حملة مرتقبة تقوم بها السلطات الأمنية لمراجعة الوجود والمنظمات الأجنبية في منطقة البحر الأحمر بجانب خطة احترازية متكاملة أعدتها دوائر الاختصاص تقضي بمراجعة فورية لكافة الإجراءات العسكرية بالدولة. وبرر الوزير سهولة القصف الإسرائيلي واختراق الأجواء السودانية بأن الجهات المنفذة للعملية استغلت الأحوال الطبيعية بالمنطقة وعدم رفع درجات الاستعداد القصوى بجانب تورط عناصر داخلية في العملية، فضلاً عن استخدام تقنيات متطورة في الحادثة المثيرة للجدل. عناصر داخلية " حسين يقول إن التحريات أوضحت أن قصف بورتسودان موجه تقنياً بواسطة جهاز الموبايل الموجود مع أحد القتلى " ودفع وزير الدفاع السوداني في رده على استدعاء البرلمان تفاصيل جديدة حول حادثة الاعتداء، وقال إن عناصر داخلية، لم يسمها، قدمت المساعدة اللازمة للمعتدين. وأضاف أن تحقيقاً دقيقاً يجري في الحادث بجانب تحركات وخطط أمنية. وأكد حسين أن القصف اتضح من خلال التحريات أنه موجه تقنياً بواسطة جهاز الموبايل الموجود مع أحد القتلى، مبيناً أن الأخير تلقى اتصالاً هاتفياً قبل خمس دقائق من الحادثة إلى عدة اتصالات متواصلة داخلية وخارجية. ولفت الوزير إلى أن الحادثة تم تنفيذها بدقة متناهية لكنها تشكل إحدى حلقات التآمر والاستكبار. ووجه الوزير بمزيد من الرقابة على ساحل البحر الأحمر عبر خطة متكاملة، وكلف جهاز الأمن والمخابرات بالتحري والبحث حول المنظمات الأجنبية في المنطقة. وجود أجنبي وقال حسين إن البحر الأحمر تم تدويله بسبب القرصنة، وأضاف أن 17 دولة على رأسها أميركا ترابط في المياه الإقليمية التي لا تبعد أكثر من ميلين عن الساحل ولا يبعد الطريق السريع الذي أصيبت فيه السيارة أكثر من 500 متر عن الساحل. وأكد أن هناك مروحيات وطائرات بدون طيار يمكن أن تنطلق من تلك البارجات البحرية. وأوردت صحف الخرطوم الصادرة يوم الأربعاء أن رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر أوقف تداول النواب في جلسة الأمس حول رد وزير الدفاع على مسألة مستعجلة بشأن القصف الإسرائيلي شرق السودان، مؤكداً أن اللوائح لاتتيح مناقشة الأمر. لكنه عاد بحديثه ليتوعد إسرائيل برد وصفه بالحاسم، قائلاً: "لن نصبر على الحقارة ولن تمر الحادثة دون حساب"، مضيفاً أن السودان سيرد التحية بأحسن منها. وتعرضت سيارة في منطقة تتوسط سنكاتوبورتسودان إلى قصف إسرائيلي أدى إلى مقتل سودانيين وأثارت الحادثة التي وقعت الأسبوع الماضي لغطاً كثيفاً وتضارب واضح في تصريحات المسؤولين.