انطلقت صباح الإثنين عملية الاقتراع في انتخابات جنوب كردفان، ويدلي الناخبون بأصواتهم لاختيار والٍ جديد ونواب للمجلس التشريعي، بينما دارت عشية بدء الاقتراع مواجهات دامية بالولاية بين رعاة من المسيرية راح ضحيتها عشرات بين قتيل وجريح. ويتنافس في الانتخابات التكميلية لولاية جنوب كردفان علي منصب الوالي ثلاثة مرشحين هم مرشح المؤتمر الوطني أحمد هارون، ومرشح الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو، والمرشح المستقل تلفون كوكو، الذي تحتجزه حكومة جنوب السودان. كما يتنافس على مقاعد المجلس التشريعي وعددها 32 مقعداً 14 حزباً سياسياً وسيدلي الناخبون بأصواتهم خلال ثلاثة أيام في 555 مركزاً منتشرة في أنحاء الولاية. وعشية بدء الاقتراع شهدت منطقة بليلة في القطاع الغربي من ولاية جنوب كردفان مواجهات دامية بين بطنين من قبيلة المسيرية "أولاد هيبان وأولاد سرور"، وسقط العشرات بين قتيل وجريح. وتعود أسباب الاحتكاكات التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة إلى نزاع في المراعي بين منطقتي كيلك ولقاوة، وأفادت مصادر بمقتل وكيل أحد مرشحي الحركة الشعبية في الدائرة 29 كجيرة. الحلو أول مقترع وأكد موفد قناة الشروق إلى جنوب كردفان، جمال الدين علي، أن عملية الاقتراع بدأت متسارعة، وأن مرشح الحركة الشعبية لمنصب الوالي عبدالعزيز الحلو كان أول الناخبين صباح الإثنين بمركز تلو في كادوقلي. وأشار إلى أن المراكز شهدت تدافعاً لافتاً في أجواء سلمية، موضحاً أن أعداد الناخبين مرشحة للتزايد. ودعا الحلو بحسب مراسل الشروق كل أبناء الولاية للإسراع للتصويت في انتخابات ربما تغير واقع الولاية، وأكد استتباب الأمن في جميع أنحاء المنطقة. من جهته، قال المدير التنفيذي لشبكة تنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان المراقبة للانتخابات، عمار ناصر النميري، أنهم أكملوا استعداداتهم للانتخابات، مؤكداً أن المراقبة ستركز على المراكز التي تشهد تنافساً محموماً. وأبدى مواطنون عزمهم الإدلاء بأصواتهم مناشدين الأطراف بالابتعاد عن العنف واحترام إرادة الناخبين. وعبّر شباب الولاية عن مخاوفهم من جرِّ المنطقة إلى نزاعات مسلحة، واستنكر عدد منهم التقتهم الشروق، الدعوات بالعودة إلى الحرب، مؤكدين أنهم لن يكونوا وقوداً لحرب أخرى. الدلنج: اقبال ضعيف " مراسل الشروق نقل أن هنالك حضوراً كثيفاً للمراقبين الدوليين والمحليين ووكلاء الأحزاب الذين دخلوا في اجتماع مع رئيس مركز فتح الرحمن بالدائرة 18 محلية الدلنج قبل انطلاق الاقتراع "وأفاد مراسل الشروق رمضان عبدالقادر من داخل المركز 7 بمحلية الدلنج، أن اقبال الناخبين في اليوم الأول ضعيف للغاية، كما أن مظاهر الحياة في المنطقة تسير بوتيرة عادية جداً تكاد تخلو من أي انفعالات مع الحدث الذي سبق بحملات انتخابية محمومة بين مرشحي الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني. وأرجع ذلك إلى أن اليوم هناك يوم عمل رسمي، وأن الولاية لم تمنح المواطنين إجازة حتى يتواجدوا في المراكز بالصورة المطلوبة. وقال إن الذين سجلوا حتى الآن في مركز فتح الرحمن بالدائرة 18 محلية الدلنج بلغ عددهم على أعلى تقدير ما بين عشرة أو 15 شخصاً من جملة 1918 ناخباً. ونقل المراسل أن هنالك حضوراً كثيفاً للمراقبين الدوليين والمحليين ونشاطاً لافتاً أيضاً لوكلاء الأحزاب الذين دخلوا في اجتماع مع رئيس المركز عند الصباح الباكر قبل انطلاق مرحلة الاقتراع للانتخابات التكميلية والتي بدأت في الساعة الثامنة من صباح اليوم.