انتقد زعيم حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، إقالة المستشار الأمني للرئيس السوداني صلاح عبدالله قوش، واصفاً الخطوة بأنها "خطأ كبير" باعتبار أن الرجل تبنى رأياً صحيحاً تمثل في الدعوة لاستراتيجية بديلة لإخراج الوطن من المخاطر. ونقلت جريدة "السوداني" في عددها الصادر الخميس، أن المهدي سجل زيارة نادرة إلى الفريق أول صلاح عبدالله قوش في منزله بالخرطوم (2) لتقصي أسباب الإقالة التي أثارت جدلاً واسعاً، يعد امتداداً لإعفائه من منصبه رئيساً لجهاز الأمن والمخابرات. وأرجع زعيم حزب الأمة سبب محاسبة قوش التي اعتبرها خطأً كبيراً، لأن الأخير تبني خطاً صحيحاً داخل الدولة بدعوته إلى استراتيجية بديلة لحل مشكلات الدولة. وأكد أن الاستراتيجية البديلة التي سعى لتنفيذها، خارج إطار المؤتمر الوطني، مضيفاً "التقيت بقوش وأحسست من حديثه أنه منفتح للحوار وبلا سقف من أجل معالجة قضايا الوطن، خلافاً لكثير من قيادات الوطني بل ومتناقض معهم في أحيان كثيرة". وأعلن حزب الأمة في السابق انسحابه من الحوار مع مستشارية الأمن. "الوطني" يضيق لكن المهدي عاد وقال "إن لقوش أخطاءً كثيرة سابقة لم يحاسب عليها على الرغم من أنها أحق من ذلك"، مؤكداً أن الوطني ضاق ذرعاً بفكرة قوش الداعية للحوار مع القوى السياسية. وعلى صعيد مماثل، زار زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، د. حسن الترابي، الذي أطلقت السلطات السودانية سراحه عشية الإثنين بعد اعتقال دام لأكثر من ثلاثة أشهر. وأبلغ المهدي الصحافيين بأن اللقاء ناقش قضايا الراهن، مؤكداً أن الهدف الوطني متفق عليه وما عاد هناك اختلاف حول الأجندة الوطنية اللازمة، منوهاً أنها هدف عام لكل الشعب السوداني وليس تحالف المعارضة فقط. وحذر زعيم حزب الأمة في منتدى الصحافة والسياسة من اشتعال الحرب في دارفور عقب إعلان انفصال الجنوب رسمياً في يوليو القادم، قائلاً إن لم يتم الإسراع لحل أزمة دارفور، فإن الصراع سيشتد عقب نهاية اتفاقية السلام الشامل بين الجنوب والشمال.