أصدر الجيش السوداني يوم الأحد، بياناً أكد فيه تمسكه بفرض سيطرته على أبيي لبسط الأمن والاستقرار إلى أن تصل الحكومة لحل النزاع بين الشمال والجنوب على المنطقة، وسارعت الحكومة إلى تأكيد مسؤوليتها عن المنطقة حالياً. وقال بيان القوات المسلحة إن الحركة الشعبية ظلت منذ ديسمبر الماضي تحتل منطقة أبيي التي تقع بكاملها شمال حدود 1956م والتي نص اتفاق السلام على اعتبارها منطقة خاصة يجري التشاور حولها. وأضاف أن الحركة الشعبية أدخلت إلى المنطقة مجموعة مسلحة كبيرة بكامل عتادها العسكري، ما زعزع الأمن وألغى دور القوات المشتركة بالكامل، حيث أصبحت لا تمثل أي قوة أمام القوات الضاربة التي أدخلتها الحركة باسم شرطة أبيي. وقال الجيش إنه حفاظاً على أمن المواطن وقوات المراقبة الدولية بأبيي والتي أصبحت مهددة من كل الاتجاهات بقوات لا تنص الاتفاقات والبرتوكولات على تواجدها فقد دخلت قوات الجيش أبيي وتجاوزتها لتفرض الأمن والاستقرار على بحر العرب إلى أن تصل الحكومة لحل ووفاق. الحكومة تدافع في ذات السياق قال وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية؛ أمين حسن عمر، إن الجيش دخل أبيي للحفاظ على أمن المنطقة وليس لفرض حل أحادي بها، مضيفاً أن الحل سيتم بالتفاهم ومراعاة مصالح الأطراف المعنية. وأوضح أمين في تصريحات صحفية، عقب اجتماع مشترك بين الحكومة ووفد مجلس الأمن بالخرطوم يوم الاحد، أن الاجتماع تطرق لمشكلة أبيي. وأشار إلى أن الحركة الشعبية حاولت أن تفرض الحل بشكل أحادي وأن قواتها دخلت المنطقة خارقة بذلك القانون. وقال وزير الدولة إن الجيش السوداني تدخل في أبيي للحماية وإن الحكومة السودانية ما زالت مسؤولة عن كل شبر في الوطن، مؤكداً أن "أبيي شمالية حتى يقرر أهلها غير ذلك عبر الاستفتاء وهذا لم يحدث". "جودية" أفريقية بحث الرئيس السوداني عمر البشير يوم الأحد بالخرطوم، مع رئيس الآلية المكلفة من قبل الاتحاد الأفريقي بمتابعة اتفاقية السلام؛ ثامبو أمبيكي، الأوضاع في البلاد وسير اتفاقية السلام والخطوات القادمة التي يجب القيام بها. وقال أمبيكي لوكالة السودان للأنباء "سونا"، عقب لقائه البشير، إنه بحث مع الرئيس عدداً من القضايا، من ضمنها مسألة أبيي، وزاد: "أجريت محادثات بناءة اليوم". وأوضح أمبيكي أنه سيغادر إلى جوبا صباح الاثنين للقاء رئيس حكومة جنوب السودان؛ سلفاكير ميارديت، ومن ثم سيعود مرة أخرى إلى الخرطوم ويلتقي بالبشير مرة خرى. من جهته دان مجلس أحزاب الوحدة الوطنية سلوك الجيش الشعبي، واصفاً اعتداءه على القوات المسلحة والقوات المشتركة بالتصرف غير المسؤول. وطالب المجلس في بيان له يوم الأحد، حكومة السودان وحكومة جنوب السودان بالاحتكام لصوت العقل لنزع فتيل الحرب، كما دعا المجتمع الدولي للاضطلاع بدوره وفقاً لنصوص اتفاقية السلام.