استبعد رئيس حكومة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، اليوم الخميس، العودة إلى مربع الحرب مع الأعداء السابقين في الشمال بسبب أبيي المتنازع عليها، مؤكداً عدم حدوث ذلك والتزامه التام بالنصوص التي وردت باتفاق السلام الشامل لعام 2005. وقال كير في أول تعليق رسمي له منذ اندلاع القتال في أبيي الأسبوع الماضي: "لن نعود إلى الحرب. لن يحدث ذلك. نحن ملتزمون بالسلام". وسيطر الجيش السوداني يوم السبت الماضي على منطقة أبيي بعد تعرض قوات تابعة له إلى هجوم من الجيش الشعبي بالجنوب. وسبق تطورات ملف أبيي، الاعتراف الدولي باستقلال الجنوب في يوليو المقبل، ما اعتبر تهديداً للسلام بين الشمال والجنوب. وأعرب محللون عن خشيتهم من أن يتسبب القتال في أبيي في عودة الحرب الأهلية بين الجانبين والتي انتهت في 2005 عقب أكثر من عقدين على سفك الدماء. وكان يفترض أن تصوت منطقة أبيي على تقرير مصيرها في يناير، بالتزامن مع الاستفتاء على استقلال الجنوب، إلا أنه لم يجر التصويت على مصير تلك المنطقة بسبب خلافات حول من يحق لهم التصويت. عمل فردي وصف رئيس حكومة جنوب السودان الهجوم الذي وقع على القوات المسلحة والأمم المتحدة في أبيي بأنه عمل فردي وأن الجيش الشعبي لم يستهدف القوات المسلحة. وأضاف سلفاكير خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في جوبا أن الحركة الشعبية كانت بصدد التحقيق في الحادث لكنها فوجئت بالرد من الخرطوم، واتهم المؤتمر الوطني بالاعتداء على منطقة أبيي والمجتمع الدولي بالصمت. وطالب سلفاكير القوات المسلحة بالخروج من أبيي لتمكين الأهالي والمنظمات الإنسانية من العودة إلى المنطقة. وقال إن الحركة الشعبية قبلت كل الحلول لقضية أبيي، وأضاف أن المؤتمر الوطني كان الطرف الذي يرفض هذه الحلول. إلى ذلك دخلت قضية أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب مراحل جديدة بعد ارتفاع الأصوات الداعية إلى الإسراع في حسمها بصورة عاجلة حتى لا تصبح ثغرة تعيد المنطقة إلى مربع الحرب.