انتقدت الحكومة السودانية بشدة تقرير لمجموعة "ساتلايت سنتينال بروجكت" التي أسسها الناشط في حقوق الإنسان ونجم هوليود جورج كلوني واعتبرته مجافٍ للواقع ويرمي لإشعال نار الحرب بين القبائل السودانية وتعقيد الأوضاع أكثر مما هي عليه. وصوَّر تقرير مجموعة ساتلايت لمراقبة أبيي السودانية عبر الأقمار الصناعية أن ما يجري في المنطقة المتنازع عليها من دمار يرقى لمرحلة التطهير العرقي. واستهجن المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية خالد موسى ما أورده التقرير، مؤكداً بأنه يجافي الواقع تماماً، واتهم المجموعة في ذات الوقت بمعاداة السودان وتبني مواقف ترمي لإشعال فتيل الحرب بين القبائل السودانية. وأبدى أسفه لاستخدام كلوني رمزيته ونجوميته في تعقيد الأوضاع في السودان أكثر مما هي عليه قائلاً: "كان حري به أن يستفيد من شهرته في صنع السلام في السودان بدلاً عن إشعال الحرب"، متسائلاً عن صمت المنظمة على العدوان الذي نفذ بحق قوات حفظ السلام والجيش السوداني بأبيي. واتهم مجموعة كلوني بأنها إحدى الآليات التي حرضت الجنوبيين لدعم خيار انفصال جنوب السودان. أقمار صناعية وقال تقرير لمجموعة "ساتلايت سنتينال بروجكت" لمراقبة أبيي عبر الأقمار الصناعية يوم الأحد إن نحو ثلث إجمالي المنشآت المدنية في بلدة أبيي دمرت بعدما سيطر الجيش الشمالي على المنطقة. وأرسلت الخرطوم الدبابات إلى أبيي في 21 مايو ما أثار غضباً دولياً قبل أقل من شهرين من الانفصال المزمع للجنوب مما أجج مخاوف بتجدد صراع شامل بين الشمال والجنوب. وقالت المجموعة إن الصور التي التقطت عبر الأقمار الصناعية في الآونة الأخيرة أظهرت أن الجيش الشمالي نشر دباباته والمدفعية ووسائل النقل الثقيلة والمركبات المدرعة الأخرى داخل أبيي وحولها. ونقل التقرير عن المدير التنفيذي لمركز كار بجامعة هارفارد تشارلي كليمنتس "شرد مئات الآلاف من المدنيين. نحو ثلث المنشآت المدنية في أبيي سويت بالأرض". وأضاف أن الصور تظهر تدمير جسر رئيسي يعرف باسم جسر بينتون جنوبي بلدة أبيي ويزيد نسفه من صعوبة عودة عشرات الآلاف من النازحين لديارهم. وذكر أن المجموعة سترسل المعلومات التي جمعتها لمجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية.