قال زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي إن انفصال جنوب السودان يعتبر "أخف الضررين" حسب مقاصد الشريعة بحسبان أن الجنوبيين في التاريخ الحديث اتحدوا مع الشمال باختيارهم بلا إكراه أو فتح، ومابيننا هو عهد مواطنة طوعية. وأضاف المهدي في خطبة الجمعة بالخرطوم: "إن اتفاق الأطراف المتنازعة على صلح تم بموجبه منح حق تقريرالمصير فهو أمر جائز، ومن مقاصد الشريعة ارتكاب أخف الضررين". وزاد الصلح بين الأطراف المتنازعة كان لوقف الحرب في إشارة لاتفاق نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية. وحمل المهدي سياسات حكومة الإنقاذ نصيب الأسد في انفصال الجنوب، وزاد: "سياسة الحكومة الحالية إذا تواصلت فإن التنافر سيستمر، وربما قادت لحروب كارثية تحقق أسمى أماني أعداء السودان لتمزيقه لدويلات". ووصف المهدي انفصال الجنوب بأنه فشل في حفظ الأمانة الوطنية وقبولها يمثل اعترافاً بالواقع الذي صنعته سياسات خاطئة غرست الشوك فحصدنا القتاد، قائلاً إن أولى هذه السياسيات ما قررته دولة الاحتلال البريطاني عام 1920، بأن يوضع الجزء الجنوبي في اعتبار إمكانية "اقتطاع الجزء الجنوبي الأسود من السودان من الشمال وإلحاقه بنظام من أنظمة شرق أفريقيا". واتهم المهدي النظم الديمقراطية في السودان بأنها ركزت على آلية الديمقراطية، وأغفلت التوزان الثقافي والجهوي لاستدامة الديمقراطية.