ظل التعايش الديني والطائفي، سمة بارزة وسط قطاعات المجتمع السوداني، بيد أن الطائفة القبطية تأتي الأبرز في وضع بصمات متميزة وسط مختلف فئات السودانيين بتعايشها دون تمييز، رغم أن تعداد الأقباط بالبلاد لا يتجاوز 3%. وعلى الرغم من انتشار منسوبي الطائفة القبطية في معظم مدن السودان، إلا أن صحائف التاريخ لم تسجل أي حادثة تنم عن صراع طائفي أو ديني بين الطائفة وبقية فئات المجتمع. واستوطن الأقباط الخرطوم في فترة ما قبل المهدية، وكان أول استيطان قبطي بالسودان، إبان الحكم الثنائي، المصري التركي، حيث أقامت عائلات قبطية كبيرة في الخرطوم، لم تجد عنتاً في الانضمام لدواوين الدولة الناشئة باعتبارهم متعلمين. ومع قدوم شهر رمضان، يتجلى التعايش الديني في أبهى صوره بين الديانات المختلفة بالسودان وعلى رأسهم الأقباط والذين درجوا على إقامة إفطار سنوي يدعون له رموز المجتمع السوداني من مختلف قطاعاته السياسية والدينية والفنية والرياضية. تجربة للآخرين واعتبر الرئيس السوداني، عمر البشير، لدى مخاطبته إفطار الأقباط السنوي السبت الماضي، تجربة التعايش الديني في السودان مدعاة للافتخار وتقديمها نموذجاً للآخرين الذين يحاولون تصوير السودانيين بصورة غير حقيقية. وأثنى الرئيس السوداني على أنموذج التعايش للطائفة القبطية ومكونات الشعب السوداني، داعياً الآخرين للاستفادة منها. ونوّه البشير إلى تعايش الشعب السوداني مستدلاً بعدم نشوب أي فتنة دينية أو طائفية طيلة تاريخ البلاد. وأشار الأنبا إيليا أسقف الخرطوم، إلى أن السودان وهب الكثير من الخيرات "موارد المياه والأراضي" التي يمكن إطلاق أقصى طاقاتها لتستفيد منها البلاد وتعين في نكبات البلدان الأخرى. من جانبه، ناشد وزير الإرشاد والأوقاف، أزهري التجاني، الطرق الصوفية والعلماء والدعاة والطائفة القبطية للتوسع في نهج التسامح وإرشاد الشباب إلى قيم التسامح وقبول الآخر لأنه ضمان لتماسك المجتمع.