شغلت الموسيقى العسكرية في السودان حيزاً كبيراً من اهتمامات المجتمع وأصبحت في الآونة الأخيرة حاضرة حتى في مناسبات الأفراح الى جانب دورها التاريخي داخل المؤسسات العسكرية والقائم على إلهاب حماس الجنود ودفعهم لتنفيذ المهام الشاقة. ويعد سلاح الموسيقى واحداً من الوحدات العريقة داخل القوات المسلحة، وانتقلت فكرته من الجيش الإنجليزي إبان الاستعمار، وتطور عبر السنوات الى أن وصل الى ما هو عليه الآن كعامل في رفع الروح المعنوية للجنود. ويقول الملازم أول إبراهيم حسين راشد الضابط في الجيش لقناة الشروق، إن الموسيقى خطوة عسكرية حاضرة في الطوابير والمناشط العسكرية. وحدة رئيسية" الموسيقى العسكرية عبارة عن نغم في أوقات السلم ولغم في أيام الحرب " ويوضح راشد أن للموسيقى دوراً رئيسياً في الجلالات وكل المارشات القديمة، وأضاف: "هي وحدة رئيسية في وسط القوات المسلحة ورثتها من الجيش الإنجليزي"، وقال إن الموسيقى العسكرية ليست إيقاعات تضرب أو أوتاراً تعزف بغية التطريب وإنما تملك رسائل متنوعة تبثها بقوة وسط المجتمع المدني والعسكري". ومن جانبه، يعتبر الملازم شرطة يس محمد علي الموسيقى العسكرية عبارة عن نغم في أوقات السلم ولغم في أيام الحرب، ويضيف أنها توجه رسالة قادرة على بث الروح الحماسية وبالتالي تدفع الجنود الى الصفوف الأمامية في الحروب وميادين النزال، ويقول إن من بين مسميات إيقاعاتها "التر" و"الالطو" و"الباظ" و"السبريانو". التعليم الموسيقي وارتبطت دراسة الموسيقى بشكل تخصصي بفرق موسيقى الجيش التي كان يشرف عليها أساتذة متخصصون من الجيش الإنجليزي الى أن تم افتتاح أول مدرسة موسيقى عسكرية في عام 1925م، وتم تأسيس فرقة موسيقية باسم موسيقى الحدود ثم تحول الاسم الى موسيقى قوة دفاع السودان. وانتشرت المدارس العسكرية والخاصة بالمجندين في الجيش في بقية المدن الكبرى الأخرى في السودان قبل أن تتحول الى كيان قائم بذاته ضمن القوات المسلحة السودانية وأصبح يطلق عليها سلاح الموسيقى بعد أن نال السودان استقلاله عام 1956م. ويعتبر أحمد مرجان ومحمود عثمان ومحمد إسماعيل بشير من أوائل الذين نالوا دراسات على يد الخبراء الإنجليز.