تأثرت حركة السير في العاصمة السودانية الخرطوم جراء هطول أمطار غزيرة في الساعات الأولى من صباح اليوم، بينما جرفت سيول عارمة طريق "التحدي" الذي يربط العاصمة بولاية نهر النيل وميناء بورتسودان المطل على البحر الأحمر. وغطت مياه الأمطار معظم الطرق في العاصمة الخرطوم اليوم الثلاثاء، ما ضاعف معاناة سكان الخرطوم وأعاق وصولهم الى مناطق عملهم ويعد سوء تصريف مياه الأمطار من السمات الأبرز للخرطوم هذه الأيام. وشهدت العديد من مدن السودان، خاصة مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة، أمطاراً غزيرة خلال اليومين الماضيين أدت الى هدم عدد من المنازل. وتقول توقعات هيئة الإرصاد الجوية بالسودان إن البلاد مرشحة لأمطار غزيرة خلال خريف هذا العام. انجراف طريق "التحدي" " عزت إدارة المرور السريع اغلاق طريق التحدي لضمان سلامة المسافرين وتسهيل مهمة إعادة بناء القطاع الذي تضرر جراء السيول " جرفت السيول طريق الخرطوم- عطبرة- بورتسودان، المسمى بطريق "التحدي" وذلك بالقرب من جبل "جاري" بولاية نهر النيل، شمالي الخرطوم، ما أدى الى شلل تام في حركة السير على الطريق الحيوي الذي يربط العاصمة الخرطوم بالميناء الرئيسي على البحر الأحمر والذى تستخدمه الشاحنات. واتخذت سلطات المرور السريع إجراءات عدة، أغلقت بموجبها الطريق أمام حركة السير، وعزت إدارة المرور السريع هذا الإجراء الى ضمان سلامة المسافرين وتسهيل مهمة إعادة بناء القطاع الذي تضرر جراء السيول التي ضربت المنطقة الليلة الماضية. ويربط الطريق مدناً مهمة في نهر النيل بالعاصمة الخرطوم، أهمها عطبرة والدامر وبربر، بجانب ربطه الخرطوم بولاية البحر الأحمر التي تضم موانئ عدة، منها بورتسودان، سواكن وميناء بشائر لتصدير النفط السوداني. كسلا تترقب "القاش" وفي ولاية كسلا بشرق السودان ارتفعت مناسيب نهر القاش بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، ويعيش الأهالي في مدينة كسلا المطلة على النهر حالة من الترقب مع ارتفاع المناسيب في النهر، الذي سبق أن غمر أحياء عديدة من المدينة في خريف العام 2003م. وأكد المدير التنفيذي لوحدة ترويض نهر القاش المهندس نور الدائم قسم السيد، أن الوضع الآن تحت السيطرة، لكنه أشار الى أن الجسر الذي يربط شطري المدينة ويمر فوق النهر يشكل عائقاً أمام انسياب المياه، وحذر: "إذا ما زاد المنسوب عن 40 متراً فإن الجسر سيكون عائقاً لانسياب المياه، ما يسبب ارتداداً للمياه وهو ما يؤدي للكوارث والانهيارات"، بيد أنه أشار الى أن وحدة ترويض القاش وضعت خططها للمجابهة . غرفة عمليات لتصريف الأمطار " الدفاع المدني يقول إن الأمطار شملت كل أرجاء ولاية الخرطوم واستمرت ساعات عدة دون أن يكون لها تأثير كبير " وأكد مدير شرطة الدفاع المدني بولاية الخرطوم اللواء عمر عبدالله سلطان، أن الأمطار شملت كل أرجاء ولاية الخرطوم واستمرت ساعات عدة دون أن يكون لها تأثير كبير، بيد أنه أشار الى أن هطولها في ساعة خروج الموظفين والعمال أدى الى بعض الصعوبات في وصولهم الى أماكن عملهم. وأضاف مدير شرطة الدفاع المدني بالخرطوم، أن قواته تضم أقساماً تشتمل على جميع المطلوبات لمواجهة الخريف، منها الشؤون الهندسية، إذ تقوم شرطة الدفاع المدني منذ وقت باكر بعمل التجهيزات اللازمة، وقال: "لدينا خبرة كبيرة مع الخريف وسنوياً تجري غرفة العمليات صيانات لمصارف مؤقتة للأمطار وهي عملية مكلفة للغاية"، إلا أنه مستقبلاً سيتم بناء مصارف بمواصفات جيدة ومستديمة".