اختارت منظمة منبر الرحل الناشطة في مجال التبشير بالسلام بجنوب دارفور، خمسة مراحيل من مجموع 11 لتنفيذ مشاريع ذات الأثر السريع تسهم في تجسير العلاقة بين المزارعين والرعاة وتحد من الاحتكاكات المتكررة بين الجهتين. وبالمقابل، طالبت مجموعة من أبناء الرحل بإدخال خدمات في المسارات الرعوية التي ضاقت مساحتها بعد فصل جنوب السودان وتشييد مرافق صحية والاهتمام بتعليم أبناء الرحل وتطوير المرأة ورعاية الأطفال. وأكدت فاطمة محمد، تابعة للرحل بجنوب دارفور، أنهم يعيشون حياة قاسية للغاية إثر تنقلهم من مكان لآخر وبالكاد يتحصلون على الماء والكلأ لماشيتهم، لافتة إلى حقهم في الحصول على قسط من التعليم والصحة والتمتع باستقرار نوعي أثناء موسم الحصاد. وانتقدت أخرى، آمنة جبريل، الأوضاع التي يعيشها الرحل، مؤكدة أنهم لا يتحصلون على نسبة كبيرة من الخدمات، مؤكدة أنهم يعانون كثيراً للحصول على العلاج والتعليم ومساكن مريحة، مؤكدة اعتمادهم التام على خيام يتم نصبها من مكان إلى آخر، واقترحت تنفيذ مشاريع سكنية في مسارات الرعي. مشاكل الواقع وأمن رئيس منظمة منبر الرحل، إبراهيم الرهيد، على ضرورة إدخال خدمات للرحل، مؤكداً أن منظمته بدأت نشاطاً من هذا النوع، وبدأت التنقل بين الرحل لتلمس مشكلاتهم على أرض الواقع. وأبلغ الشروق، بأن الاختيار وقع على خمسة مراحيل من ضمن 11 لإحداث مشاريع تدعم النسيج الاجتماعي والمكون القبلي، لافتاً إلى أن هذه الخدمات المرتقبة ستسهم في الحد من الاحتكاكات بين المزاعين والرعاة. وأضاف أمين عام منظمة منبر الرحل، أحمد المصري، أنه تم تكوين أتيام من الرعاة والمزاعين للوقوف على المشاكل الماثلة، مؤكداً أن الذين انضموا لمساندة المنظمة لهم باع طويل في الأجاويد والوساطات القبلية، قائلاً إن مشاكل الرعاة والمزاعين لا تحل إلا بجهودهم وإرادتهم. وأفاد مدير تنفيذي منبر الرحل، سيف الدين آدم، أنهم سينفذون المشاريع ذات الأثر السريع ومن ضمنها المرأة والطفل، ودعم مشاريع التنمية والمراحيل والتدريب، وستحدث المشاريع استقراراً نسبياً بين الجهتين. وأكد أن هذه الخطوات مجتمعة تعد دعماً لاتفاق الدوحة الذي أعلا السلام الشامل ورتق النسيج الاجتماعي بين المكونات القبلية في دارفور.