احتفلت منطقة الأتبراوي بنهر النيل، بالزواج الجماعي الثاني لأبناء المنطقة ليرتفع بذلك عدد مثل هذه الزيجات في الولاية إلى ما يقارب 740 زيجة، ويأتي ذلك ضمن المساعي الرامية لحل مشكلات عزوف الشباب عن الزواج وتخفيض متطلباته. وأصبحت تكاليف الزواج في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة باهظة للغاية، ويتم دفعها على مراحل كثيرة: "فتح خشم وخطوبة وسد مال"، ما دفع الشباب والأسر السودانية للانصراف عنها. وشهدت مدينة الأتبراوي التي تقع على ضفاف نهر النيل وهي جزء من سهول البطانة، عقد قران عدد من الزيجات الجماعية وسط كرنفال بهيج بات مسرحاً للغناء والرقص على أشعار الدوبيت التي اشتهرت بها المنطقة. قلة السكان وسعت المدينة من خلال الزواج الثاني إلى زيادة حجم سكان المنطقة الذي لا يتناسب مع المساحات الشاسعة التي تحتلها المنطقة المترامية الأطراف. وقال معتمد محلية الدامر، عبدالعال خرساني: "نتمنى أن تنجح هذه الزيجات في إنجاب أجيال جديدة تعد إضافة حقيقية لسكان المنطقة الذين باتوا قلة بعد هجرة أكثرهم إلى المركز. وقال الخرساني إن من الأسباب الرئيسية لهذا الزواج إحصان الشباب وحل مشكلة العزوف، بجانب رفع نسبة الكثافة السكانية في المنطقة وخلق أجيال تنتمي للمنطقة وتضخ دماء جديدة فيها. وأفاد مراسل الشروق من مدينة عطبرة، عصام الحكيم، أن منطقة الأتبراوي التي يحدها جنوباً مشروع المناصير الجديد، صنفها البنك الدولي حسب دراسات تابعة له بأنها الأكثر فقراً. وقال أحد أعيان الأتبراوي، الماحي عباس، إن الزواج الجماعي حل مشكلات كبيرة للشباب، نسبة للظروف الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها المنطقة، حيث لا يستطيع أكثرهم تحمل عبء تكاليف الزواج.