تحوَّل العم علي محمود بلاش بمحض الصدفة من معاشيٍّ متقاعد إلى أكبر مورد للنبق الفارسي بنهر النيل، وحقق إنتاجية جيدة بمساعدة "نجليه". وبدأ قصة نجاحه باستزراع أعداد قليلة أصبحت بمرور الزمن مشروعاً كبيراً ومصدر رزق رئيسي. وأصبح العم علي محمود بلاش، 77 عاماً، بعد نجاح وتطوير زراعة النبق الفارسي مصدر إلهام لتوطين زراعته بالولاية لتحقيق هدفين رفع إنتاجية الأسر والاستفادة من فوائده الصحية. وقام العم السبعيني بمساعدة نجليه بتطعيم النبق الفارسي والحجازي ليرتفع عدد الأشجار إلى 30 شجرة من النبق الحجازي و160 شجرة من النبق الفارسي، وتنتج كلاهما حوالى 1200 كيلو جرام في الموسم الواحد. وأفاد مراسل الشروق من ولاية نهر النيل، عصام الحكيم، أن التجربة النادرة أدهشت الباحثين الزراعيين في محطة بحوث الحديبة، ولكنهم تحفظوا على التعليق حولها إلى أن يقوموا باخضاعها للدراسة والتقييم والتقصي من إمكانية توطين زراعة النبق الفارسي في المنطقة. مشروع استثماري وقال بلاش للشروق: "زرعت بعض الشتلات من النبق الحجازي وتفاجأت بثماره الغزيرة، ما ألهمني بتحويل الأمر إلى مشروع استثماري وأقوم ببيع النبق بعد ترحيله إلى الخرطوم بواسطة أبنائي، وبعد ذلك فكرنا في تطويره فاستجلبنا بذور النبق الفارسي وأنتجنا منها شتولاً فحققت إنتاجية عالية وأصبحت مصدر رزق رئيسي للأسرة". وأضاف أن للنبق الفارسي فوائد صحية كبيرة ومعروفة، منها أنه مريح للمعدة وعلاج للسكري، كما أنه علاج للإمساك المزمن ما جعله مرغوباً في السوق وزاد الإقبال عليه بصور كبيرة. وقال مركز بحوث الحديبة إن النبق الفارسي يتم استزراعه في الهند، ولكنه ينمو في المناخ الصحراوي وشبه الصحراوي، ومن فوائده الصحية أنه يأتي في المرتبة الثانية بعد الجوافة في احتوائه على فيتامين "سي" ومن ثم الموالح والتفاح ويحقق إنتاجية عالمية تبلغ (9,) مليون طن سنوياً. وظهر النبق الفارسي بأسواق الخرطوم في السنوات الأخيرة وبدأت محال الفاكهة في بيعه، ويعتبر من الفواكه الجديدة التي بدأت تغزو الأسواق واكتسبت ذوق ومذاق المواطن السوداني الذي أقبل على شرائها واستطعم مذاقها. ويقال إن أحلى أنواعه الأحمر والأصفر، أما الأخضر فقيل إنه يمنح الجسم طاقة ورشاقة، ووصف كعلاج لبعض الأمراض الباطنية والعظام، وقيل إنه مهدئ للأعصاب ومكافح للإمساك، ومنشّط للذاكرة.