تسعى ولاية الخرطوم لاحتواء الأزمة التي نشبت أخيراً بين أنصار السنة ومشائخ الطرق الصوفية، واجتمع الوالي عبدالرحمن الخضر بالطرفين كلٍّ على حدة، ودعا إلى إدارة الخلاف بالحوار، محذِّراً من أن يقود الأمر إلى فتنة طائفية. وأسفرت اشتباكات بين جماعة أنصار السنة المحمدية والطرق الصوفية عن إصابة عشرات الأشخاص في ميدان الخليفة بأمدرمان، حيث تنصب سرادق الطرق الصوفية المختلفة احتفالاً بالمولد النبوي الشريف، ما أدى لإصابة العديد من الجانبين. وتدخّلت قوات الشرطة وفرّقت الاشتباكات بالغاز المسيل للدموع واتخذت إجراءات لحراسة خيمة أنصار السنة ومنع دخول الأشخاص إليها. وعقد والي الخرطوم، د.عبدالرحمن أحمد الخضر، الثلاثاء، أي بعد الاشتباكات بيوم اجتماعاً موسعاً مع مشائخ الطرق الصوفية على خلفية اجتماع مماثل حضره أعضاء من الولاية مع جماعة أنصار السنة. وقال الخضر إن لجنة أمن الولاية ظلت تتابع الموقف عن كثب وتتعامل وفق تقديرات غاية في الحكمة هدفها الأساسي درء الفتنة وعلاج الخلاف من خلال الحوار والتراضي، ونبذ كل الإساءات والتجريح والتسامي فوق الصغائر والتعامل بمسؤولية لتلافي أي منزلقات تقود البلاد إلى فتنة طائفية. تطرف ديني وأفادت وكالة الأنباء السودانية أن المناقشات التي جرت خلال الاجتماعين خلصت إلى أهمية ابتدار حوار حول القضايا الخلافية بعيداً عن المناظرات التي تؤدي للانحراف من روح الدين إلى مسالك تؤدي إلى التهلكة. وشدد الوالي على أن الأجهزة الأمنية ستكون حاضرة في ساحة الاحتفال بالمولد لحماية أعظم مناسبة تحتفي بها الأمة، وستتصدى بقوة لأي محاولة تسعى لتحويل هذه المناسبة العظيمة إلى مناسبة لإشعال الفتنة. وتم الاتفاق على جملة من التدابير التي تحفظ للمناسبة مكانتها السامية في نفوس المسلمين. وارتفعت أصوات سودانية محذّرة من مغبة حدة الخطاب بين المذاهب الدينية، منبهة إلى خطورة هذه الظاهرة الآخذة في التنامي واستنكرت جماعة أنصار السنة المحمدية، الأحداث ومسلك الحرق، وحمّلت الجماعة الجهات المسؤولة عن حماية المخيّمات المسؤولية التامة في التعدي على خيمتها وأفرادها. وكانت أضرحة لشيوخ طرق صوفية تعرضت للنبش والحرق العام الماضي بضاحية العيلفون 35 كلم تقريباً شرقي الخرطوم. وبرأ رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان، إسماعيل عثمان الماحي، في حديث سابق للشروق، جماعته من اتهامات تلاحق مجموعات سلفية بنبش وحرق أضرحة شيوخ الطرق الصوفية.