أعلن في الجزائر، مساء الأربعاء، وفاة أول رئيس عرفته البلاد بعد مرحلة الاستقلال، أحمد بن بلة، عن عمر ناهز 96 سنة، أمضى معظمها في الصراع ضمن حركة التحرر الوطنية بمواجهة الجيش الفرنسي الذي كان يحتل الجزائر. ونقلت الإذاعة الجزائرية عن أقارب بن بلة أنه توفي في منزله، وأن صحته "تدهورت في الآونة الأخيرة، حيث أدخل في فبراير الماضي لمرتين إلى المستشفى العسكري في (منطقة) عين النعجة". وولد بن بلة في ديسمبر 1916 بمدينة مغنية، وأدى الخدمة العسكرية سنة 1937، وانضم إلى حزب "الشعب" الجزائري وحركة "انتصار الحريات الديمقراطية" لينتخب سنة 1947 مستشاراً لبلدية مغنية. وقاد بن بلة عملية هجوم على مرفق للبريد في وهران عام 1949، مع شخصيات أخرى لعبت دوراً كبيراً في مرحلة التحرر الجزائري، مثل حسين آيت أحمد ورابح بطاط. وسجن بعدها لسبع سنوات، ولكنه فر من سجنه في العام نفسه، إلى مصر، حيث شكل ما عرف ب"الوفد الخارجي" لجبهة التحرير الوطني، التي تولت قيادة الصراع مع الفرنسيين. وفي عام 1963، بات بن بلة أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال، ولم يستمر بمنصبه لأكثر من عامين، إذ جرى عزله عام 1965 بقرار من "مجلس الثورة" بعدما نفذ وزير الدفاع آنذاك، هواري بومدين، عملية انقلاب تسلم بعدها السلطة، متهماً سلفه ب"الانحراف" عن أهداف الثورة.