اتفق السودان وجنوب أفريقيا على إقامة منبر سياسي استشاري مشترك بين البلدين، واستقبل الرئيس عمر البشير وزيرة الخارجية الجنوب أفريقية ميتي أتكوانا ماشابان بالخرطوم اليوم، مشيداً بمواقف بلادها ودعمها المتوصل لأجل تعزيز الاستقرار والسلام في السودان. وأكدت الوزيرة الجنوب أفريقية للصحافيين، استعداد بلادها لدعم فترة ال "15 شهراً" المتبقية من الفترة الانتقالية لتنفيذ اتفاقية السلام بالجنوب. وأضافت قائلة: "لقد وصلنا الى قناعة بإقامة منبر سياسي استشاري بين حكومة بلادها وحكومة الوحدة الوطنية والجنوب لمتابعة التطورات السياسية والتقدم في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل". وقالت الوزيرة إنها ستزور غداً الجنوب لمطابقة المعلومات ميدانياً. وشددت على التزام طرفي اتفاقية نيفاشا بالتنفيذ الكامل للاتفاق وعملهما معاً لمعالجة قضية دارفور. تنسيق سياسي اقتصادي وعددت ماشابان علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والخدمية بين البلدين. وأشارت لمساهمة بلادها في قوة السلام بدارفور ورئاستها للجنة الحكماء والاتفاقيات الاقتصادية والتنموية الموقعة بين الجانبين، فضلاً عن لقاءات وفدي البلدين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت إن زيارتها للسودان تؤكد وقوف بلادها وشعبها تحت قيادتها الجديدة برئاسة جاكوب زوما مع الخرطوم، تعزيزاً لمسيرة التنمية والإعمار والخدمات وخاصة بالمناطق المتأثرة بالحرب. الى ذلك، قال وزير الخارجية السوداني دينق ألور في تصريحات صحفية، إن زيارة وزيرة خارجية جنوب أفريقيا تهدف للوقوف على الأوضاع بالبلاد ومسار تنفيذ اتفاق السلام الشامل والوضع في دارفور ومسيرة العلاقات الثنائية. وأضاف أن ماشابان، التي التقت بعدد من المسئولين أكدت استعداد بلادها لدعم ومساندة السودان في كل قضاياه ومن بينها دارفور وتنسيق العمل المشترك خلال الفترة المتبقية في الفترة الانتقالية "15 شهراً" وما يمكن أن تؤديه جنوب أفريقيا لدعم خيار الوحدة الجاذبة. الانتخابات ودارفور ضمن اجندة الزيارة وذكرت وزارة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب أفريقية في بيان لها، أن زيارة العمل تشمل زيارة الخرطوم وجوبا وأن الوزيرة ستجرى أثناء الزيارة مباحثات حول جهود إعادة البناء والتنمية في ما بعد النزاع في دار فور والانتخابات العامة في السودان العام القادم 2010م، بجانب بحث المسائل المتعلقة بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل في جنوب السودان. وأشارت الوزارة للمشاركة الفعالة لوزيرة العلاقات الدولية والتعاون في المؤتمر العالي المستوى لتنفيذ اتفاقية السلام الشاملة الذي نظمته أمريكا في يونيو الماضي، ضمن جهود إيجاد حل سلمي للتحديات التي تواجه السودان. كما أشارت الوزارة لجهود لجنة الحكماء العالية المستوى التي يقودها الرئيس السابق ثامبو أمبيكي لإيجاد حل شامل لأزمة دارفور، وتوقعت أن تسلم اللجنة تقريرها للاتحاد الأفريقي خلال شهر سبتمبر الجاري. غازي يستقبل ماشابان " غازي صلاح الدين يطلع وزيرة خارجية جنوب أفريقيا على تطورات الأوضاع بدارفور والجهود التي تقوم بها الحكومة لإحداث التسوية الشاملة في المنطقة "وفي غضون ذلك، أطلع مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين مسؤول ملف دارفور وزيرة خارجية جنوب أفريقيا علي تطورات الأوضاع بدارفور والجهود التي تقوم بها الحكومة في إحداث التسوية الشاملة في المنطقة، وقال في تصريحات صحفية عقب لقاء ماشابان أن اللقاء تطرق الى أهمية تبادل الزيارات بين الخرطوم وجوهانسبيرج، باعتبار أن البلدين تربطهما علاقات تاريخية، مشيراً الى وقوف الشعب السوداني نصيراً لشعب جنوب أفريقيا في كفاحه ضد نظام الفصل العنصري. وأشار د. غازي الى الدور الذي تلعبه جنوب أفريقيا في حل قضية دارفور من خلال لجنة حكماء أفريقيا، التي يرأسها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو أمبيكي، وأضاف أن جنوب أفريقيا تسعى للتنسيق مع السودان ليس في القضايا المحلية فقط وإنما على المستوى الإقليمي والدولي، وقال إن قضايا مثل إصلاح الأممالمتحدة وتقوية الاتحاد الأفريقي محل تنسيق مستمر بين البلدين.