أعلن وزير البيئة السوداني توصل وزارته مع إدارة مصنع سكر عسلاية بولاية النيل الأبيض إلى معادلة تنهي معاناة الجزيرة أبا مع التلوث البيئي جراء مياه الصرف الصناعي التي ظل المصنع يدفع بها للنيل منذ 30 عاماً. وقال وزير البيئة، حسن عبدالقادر هلال، لقناة الشروق، إن الوزارة وصلت إلى معادلة مع المصنع لتروي مياه الصرف الصناعي الغابات والأراضي الزراعية بالمنطقة، خاصة وأن معظم الأراضي قاحلة ويمكن زراعة شتول وريها من هذه المياه. وزاد: "نود الاستفادة من كل قطرة مياه حتى لا تذهب هدراً.. سنعيد تدوير مياه المصنع". وأبلغ مدير مصنع عسلاية، الطاهر الصادق، الشروق، أنه لأول تم حجز مياه الصرف الخاصة بالمصنع منذ أول نوفمبر الماضي في ثلاثة أحواض للاستفادة منها في ري الغابات. وأشار إلى أبحاث جارية بين شركة السكر وجامعة الخرطوم ووزارة البيئة حتى تصل مياه الصرف للنيل الأبيض وهي صالحة للإنسان والحيوان. شكاوى الأهالي وشكا عدد من المواطنين القاطنين بالقرى المجاورة لمصنع سكر عسلاية من تأثيرات سالبة على القطاع الزراعي المروي والبيئة المحيطة بقراهم بسبب مخلفات مصنع سكر عسلاية. وطالبت لجنة المتضررين بمنطقة الجاسر بالجزيرة أبا السلطات الاتحادية بالمسارعة في معالجة الأمر، بينما طمأنت إدارة المصنع بأن هناك بحوثاً وعمليات فنية انطلقت لمعالجة مياه الصرف. وظلت مخلفات المصنع تختلط بمياه النيل الأبيض عند منطقة الجاسر منذ إنشاء المصنع بلا نظام للصرف الصناعي قبل 30 عاماً، ما تسبب في أضرار فادحة في قطاع الثروة السمكية والحيوانية فضلاً عن تراجع القطاع النباتي والغابي. ووصف رئيس لجنة متضرري مخلفات مصنع عسلاية، عبدالرحمن الصديق إدريس، القضية بالخطيرة وطالب وزير البيئة بإيقاف الضرر الذي اعتبره "خط أحمر". وشكا المزارع أحمد عبدالرحمن عبدالله من تراجع إنتاج أراضيه على جروف النيل والتي تعد مصدر دخله الوحيد بسبب مخلفات المصنع، وناشد السلطات بالتدخل العاجل.