قال مدير منظمة أوكسفام الأميركية للإغاثة، ريمون أوفينهايزر، إن قيام الولاياتالمتحدة بتزويد جنوب السودان بالأسلحة سيزيد من صب الزيت على النار، وسيجعل من المحادثات الساعية لتحقيق السلام بين الخرطوم وجوبا شيئاً من الصعب تحقيقه. ووجه أوفينهايزر، في مقال نشرته صحيفة "الواشنطن بوست"، انتقادات حادة للمبعوث الأميركي السابق للسلام في السودان، أندرو ناتسيوس، الذي دعا واشنطن لتزويد الجنوب بالأسلحة من أجل إعطاء فرصة للسلام. واعتبر أن إيحاء ناتسيوس بأن تقديم الولاياتالمتحدة دعماً عسكرياً لجنوب السودان هو "السبيل الوحيد لتعزيز محادثات السلام" هو اقتراح خاطئ وخطير. وأضاف: "لقد عملت جماعتنا الإغاثية أوكسفام للتخفيف من تأثير النزاع المسلح في السودان لمدة 30 عاماً وتأكد لنا أن القوة العسكرية لا تحقق أبداً السلام في السودان ولا توقف الصراعات العديدة فيه، ولا تعالج الأسباب الكامنة وراء الصراع". طريق السلام " مدير منظمة أوكسفام يدعو الولاياتالمتحدة لتركيز كل جهودها في أن يعود السودان وجنوب السودان إلى المفاوضات، لا أن تعمل على تآكل الثقة فيها إلى أبعد من ذلك، بتسليحها لطرف في مواجهة الطرف الآخر " وقال أوفينهايزر إنه لا يزال يرى أن هناك طريقاً للسلام في السودان بعيداً عن الحرب الشاملة، وتابع: "يمكن للمحادثات أن تنطلق الآن". وطلب من البلدين، حتى تكون ناجحة، وضع حدٍّ للتعبئة السياسية والعسكرية والمزايدات التي حدثت في الأشهر الماضية، ووضع احتياجات السكان ومصلحتهم في المرتبة الأولى لأن الفشل في القيام بذلك بالفعل، هو ما تسبب في هذا الوضع الإنساني المتدهور على الحدود بين الجانبين. ودعا الولاياتالمتحدة لتركيز كل جهودها في أن يعود السودان وجنوب السودان إلى المفاوضات، لا أن تعمل على تآكل الثقة فيها إلى أبعد من ذلك، بتسليحها لطرف في مواجهة الطرف الآخر. وأضاف: "الولاياتالمتحدة ساعدت في إحلال السلام في العام 2005، وتحتاج الآن إلى حماية هذا السلام، لا أن تشعل سباقاً جديداً للتسلُّح".