أكدت دراسات سكانية أن معدلات الهجرة من الولايات نحو العاصمة السودانية الخرطوم في تزايد مضطرد، وأكدت أن المهاجرين الذين استوطنوا بصورة رسمية بالعاصمة حدث لهم تحول كبير في نمط عيشهم عندما انتقلوا الى الحياة الجديدة. وأكدت الدراسات الصادرة من جهات بحثية، أن عدداً من النازحين أكدوا أن ظروف الحياة في الولايات اضطرتهم للبحث عن بيئة أوفر حظاً لهم ولأبنائهم فاتجهوا الى المدينة. وتغيرت توزيعات السكان في السودان مع بدايات القرن الحادي والعشرين بسبب الهجرة من الريف الى العاصمة الخرطوم. وبلغ عدد سكان العاصمة المؤلفة من ثلاث مدن هي الخرطوم وبحري وأمدرمان، بحسب إفادات جهاز الإحصاء المركزي، خمسة ملايين نسمة من جملة تسعة وثلاثين مليون مواطن. الهجرة أثرت على نمط المعيشة وأكدت الدوائر الرسمية أن تزايد معدلات الهجرة أثر على أنماط المعيشة وتقديم الخدمات. وقالت المسؤولة في وزارة الشؤون الاجتماعية جميلة فتح الرحمن لقناة الشروق اليوم، إن نسبة سكان ولايات الخرطوم ارتفعت من ثلاثة ملايين الى أكثر من خمسة ملايين جلهم ليسوا من السكان الأصليين. ورأت أن التركيبة الديمغرافية الجديدة ظهرت عليها بعض التغييرات، حيث إن الثقافات الوافدة أفرزت كثيراً من السلوكيات والانحراف الأخلاقي ونمو الجريمة. وأجمع باحثون وأكاديميون استطلعتهم الشروق على تغير عادات الوافدين الى الخرطوم. وقال أستاذ علم الاجتماع بجامعة أمدرمان الإسلامية معاذ محمد الحسن، إن المهاجرين تغيرت عاداتهم وعلاقاتهم وسلكوهم ونمط حياتهم بعد الهجرة. وأرجع السبب الى أن المهنة التي كان يزاولها أغلبهم في الريف الزراعة لكنهم تركوها بعد الهجرة الى العاصمة، لأن مجتمع المدينة الحضري تسود فيه مهن مختلفة من بينها التجارة والصناعة.