فوجئ باحثون من سلطة الآثار الإسرائيلية، أثناء حفريات قرب مدينة القدس، بتمثالين عمرهما 9500 عام، وهذا الاكتشاف، من وجهة نظر الباحثين، دلالة على أن الإنسان توطن في محيط مدينة القدس كثيراً قبل التاريخ المفترض لذلك. ووفق الباحثين فإن التمثال الأول صُنع من الحجر الجيري على شكل كبش بقرون ملتوية، تظهر فيه تفاصيل الحيوان بشكل دقيق ويتناسب جسمه بدقة متناهية. أما التمثال الثاني فلم يعثر إلا على جزء منه فقط، ويبدو أنه يصور حيواناً كبيراً مع قرون تشبه الأبقار أو الجاموس البري. وقال الدكتور حمودة خلايلة، عالم آثار ما قبل التاريخ، لقناة "العربية"، إن الكشف يعود للعصر الذي يسمى بالعصر الحجري الحديث أو عصر ما قبل الفخار، وهو أحد أروع الفصول في تاريخ البشرية، حيث بدأ الإنسان في هذه الفترة بالانتقال من البداوة إلى الحياة المستقرة. وأضاف: "كل الحضارات المعروفة مرت من هذه المنطقة الصغيرة وتركت آثارها، ونحن نحاول تفسير تلك الآثار. هذه البقعة من الأرض صغيرة جداً إلا أنه يبدو أنها شهدت متغيرات كبيرة، وعبرت خلالها شعوب كثيرة". ويرجح باحثون أن هذه التماثيل كانت تميمة لجلب الحظ وضمان نجاح مطاردة الفرائس، أو دلالة على تدجين الحيوانات كالأبقار والماعز.