يلتقي الزي القومي للمرأة في السودان وموريتانيا في الثوب كقاسم ثقافي مشترك، على الرغم من اختلاف مسمياته بين البلدين، حيث يطلق عليه في الأول "التوب"، فيما يسمى بالأخيرة "الملحفة"، وكلاهما يحتفظ بتميز وسط أزياء الشعوب العربية. ويقول الموريتاني المهتم بالثقافة آبه ولد آبه لقناة الشروق، إن الزي القومي والتراثي للمرأة السودانية والموريتانية يكاد يكون متشابهاً، وهو ما يميز الاثنين وسط نساء العرب. ويرجع ذلك الى تمازج الحضارات في بعض البلدان الإسلامية. ويضيف آبه قائلاً: "هو لباس ساتر ومميز وقابل للتجديد والتفنن بالرغم من أن طريقة ارتدائه ثابتة". ويقول إنه إرث ثقافي في البلدين، ويظهر النساء في السودان وموريتانيا تمسكاً لافتاً به، في ظل التسابق على أحدث صيحات الموضة. الثوب تراث شعبي ويشار الى أن الثوب السوداني لا يعتبر مجرد زي يميز السودانيات فقط، وإنما ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالتراث الشعبي لهذا البلد الذي يحرص نساؤه على التمسك به كجزء مهم من هويتهن وثقافتهن. ويعبر الثوب السوداني عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمرأة على اعتبار أنه يزيد من أناقتها حتى لو لم تكن ترتديه باستمرار. وربطت العديد من الأغنيات الوطنية السودانية الثوب السوداني برائحة الوطن، ومن بينها أغنية "يا بلدي يا حبوب، يا أبو جلابية وتوب". ويعود تاريخ الثوب السوداني إلى سنوات بعيدة، تزيد من عمق تأثيره في مفردات الحياة الاجتماعية. وبدأ يشكل حضوراً كبيراً في القنوات الفضائية المحلية حيث تتبارى المذيعات في إبراز تصاميمه، ما أدى الى بروز مصصمات مختصات يتعهدن مع القناة مقابل الإعلان عن السلعة التي تلقى رواجاً كبيراً. وتعرض الثياب في كثير من الأحيان في صالات عرض لعكس التصاميم الجديدة.