يعد الثوب السوداني بشكله المميز زياً قومياً يميز المرأة السودانية عن نظيراتها في كافة المحافل العالمية والمحلية، والثوب هنا في السودان يعد جزءاً مهماً في تفاصيل وملامح المرأة السودانية، مما جعل عدد كبير من الشعراء ينثرون الأغاني فيه ومن ترتديه، وعلى الرغم من أن هناك عدداً محدوداً من الدول التي ترتدي نساؤها الثوب إلا أنه عرف في الأسواق العالمية والعربية بالثوب السوداني، وتبقى طريقة ارتدائه هي العلامة التي تميز نساء السودان عن غيرهن. ومع التطور الصناعي والاجتماعي والثقافي أدخلت عليه بعض التعديلات والتصميمات والخامات المختلفة، وشهد السودان خلال الفترات الأخيرة توافد جنسيات معينة تخصصت في صناعة وتصميم أشكال جديدة عليه أبرزها الجاليات الهندية والباكستانية التي نجحت في وضع بعض اللمسات الجمالية والفنية عليه بتصميماتها المدهشة وأدخلت عليه بعض الخامات المحلية مثل الودع والجلد والخرز. وعلى مر الأزمان ظهرت موضات وأسماء ثياب إرتبطت كثيراً بذاكرة المجتمع مثل توب أبو قجيجة وتوب السرتي، ونجد أن إهتمام المجتمع السوداني ومتابعته للأحداث السياسية والإجتماعية البارزة بإهتمام واسع، ما جعلهم يطلقون عناوين تلك الأحداث أو الوقائع على موضات التوب التي تخرج مباشرة إلى السوق عقب إنتهاء الحدث الإجتماعي أو السياسي أو الإقتصادي، ونجد أن آخر صيحات الثوب كانت مع الحدث السياسي الأبرز في السودان، وهو الإنتخابات وأفرزت "ثوب الشجرة" وهو رمز الحزب الحاكم، وسبقه ثوب "أوكامبو" عقب إدعاءات المحكمة الجنائية وأيضاً "سد مروي" كحدث إقتصادي سياسي بجانب "زين" هذه المسميات تسيدت الأسواق والأذواق خلال الفترة القريبة. وبالرجوع بالذاكرة إلى الوراء نجد أن هناك ثوباً أطلق عليه "لقاء السيدين" وهما قطبي الحزب الإتحادي وحزب الأمة القومي بجانب ثوب "عين زروق" وزروق كان وزيراً للخارجية خلال السنوات السابقة. ولن يقف المجتمع السوداني عند هذه المسميات، فمع نشوب كل حدث سياسي يملأ الساحة صخباً وضجيجاً ستخرج علينا بيوتات الأزياء بثياب تحمل أسماء تلك الوقائع والأحداث. ويعزي الكثيرين هذه التسميات وإنشغال الساحة الإقتصادية والإجتماعية بها خاصة المرأة السودانية لوعي المجتمع وثقافته وتأثره بالأحداث السياسية من حوله. آلاء عبدون التيار ----