كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أن الحكومة الأميركية في عهد الرئيس السابق جورج بوش عذبت خصوماً لمعمر القذافي ثم سلمتهم قسراً إلى النظام الليبي حيث تعرضوا للانتهاكات والتعذيب البدني والنفسي والمعاملة السيئة. وحمل التقرير اسم "التسليم للعدو: الانتهاكات وعمليات تسليم الخصوم قسراً إلى ليبيا في عهد القذافي بإشراف أميركي". وتعرض بعض الذين تم تسليمهم بشكل قسري للحكومة الليبية للتعذيب خلال فترة الاحتجاز الأميركي، وهم يشغلون اليوم مناصب قيادية وسياسية مهمة في ليبيا، وفقاً للتقرير. هذا ما أكده رئيس الحرس الوطني الليبي خالد الشريف من خلال احتجازه لمدة عامين في مراكز تديرها الولاياتالمتحدة. وقال الشريف "أمضيت 3 أشهر في جلسات استجواب ثقيلة، أثناء الفترة الأولى للاحتجاز، كانوا يمارسون عليّ نوعاً مختلفاً من التعذيب كل يوم. أحياناً يستخدمون المياه، وأحياناً دون مياه، أحياناً يجردونني من ملابسي تماماً وأحياناً يتركون ملابسي علي". ومن الانتهاكات التي وردت في التقرير أيضاً "ربط المعتقلين بسلاسل إلى جدران وهم عراة، مع وضع حفاظات عليهم في بعض الأحيان، في ظلام دامس داخل زنازين بلا نوافذ، لأسابيع وشهور، وإجبارهم على المكوث في أوضاع مؤلمة ومجهدة لفترات طويلة، وإجبارهم على الجلوس في مساحات ضيقة لا تسعهم، والضرب بالأيدي واللطم بالجدران، والبقاء في حجرات دون الخروج للشمس لمدة تصل إلى 5 أشهر، دون إتاحة الاغتسال، والحرمان من النوم عن طريق تشغيل موسيقى غربية صاخبة للغاية بلا توقف.