افتتحت الثلاثاء بموسكو الندوة العلمية الكبرى حول السودان برعاية الحكومة الروسية ومشاركة وفد سوداني حكومي رفيع المستوى برئاسة مستشار الرئيس غازي صلاح الدين، ويشارك في الندوة أيضاً وزير الدولة بالخارجية القطري وممثلون عن الأممالمتحدة. وتبحث الندوة التي تستمر يومين كل مشاكل السودان، وعلى رأسها قضية دارفور، وسير اتفاق السلام والسودان ما بعد الاستفتاء، وغيرها من موضوعات الساحة السياسية في السودان. وسيحضر الندوة كل المبعوثين الخاصين للسلام في السودان من أمريكا وبريطانيا وروسيا وفرنسا وهولندا. ويضم الوفد السوداني الرسمي، الذي وصل أمس إلى موسكو للمشاركة في الندوة، وكيل الخارجية د.مطرف صديق ووالي شمال دارفور عثمان كبر ود. قطبي المهدي ود. عثمان خالد مضوي ود. حسبو محمد عبدالرحمن ود. الطيب حاج عطية. وسيط نزيه وقال ممثل الرئيس الروسي الخاص لشؤون السودان ميخائيل مارغيلوف في افتتاح الندوة إن "روسيا تقوم بدور الوسيط النزيه في السودان، إذ ليس لديها ماضٍ استعماري أو استثمارات بمليارات الدولارات في الاقتصاد السوداني، ونحن نقف مواقف محايدة ونؤيد المبادرات السلمية لشركائنا". وأضاف قائلاً إن السياسة الروسية تجاه السودان تهدف إلى أن لا تظهر دولة جديدة على خارطة العالم، مشابهة للصومال. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف في كلمة ألقاها في المؤتمر أمس، أن روسيا تود تحقيق التسوية في السودان في ظل احترام سيادته ووحدة أراضيه وبالوسائل السلمية. وأشار إلى أن هذا اللقاء لم يسبق له مثيل، إذ لم تخضع القضايا السودانية من قبل أبداً للمناقشة بهذا المستوى. طريقة واعدة وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي عن اعتقاده بأن قضايا السودان يجب أن تعالج بصورة بناءة عن طريق التعاون مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية. وإن الأمور على هذا الاتجاه الآن واعدة. وقال إن حل نزاع جنوب السودان الذي يستمر منذ نصف القرن، يمكن أن يشكل خير مثال لتسوية النزاعات الأخرى في أفريقيا. ويرى أن المسيرة نحو السلام تتلخص في تنفيذ اتفاقية السلام، التي تنص على ضرورة صيانة وحدة الدولة. وأشار سلطانوف إلى توافر المقدمات لإيجاد حل سلمي في دارفور في غرب السودان. وتعول روسيا على أن تستأنف في الدوحة في نهاية أكتوبر، مفاوضات التسوية السلمية، التي أخذت تكتسب طابعاً شاملاً.