بدا الفنان البجاوي المعروف بشرق السودان سيدي دوشكا مهموماً بخروج فنه من نطاقه الضيق ليشمل كل القوميات في البلاد، قائلاً إن همه الآن هو توسيع ماعونه السوداني ليسع الكل ثم ينتقل إلى الإقليمية والعالمية. وتأسرك أنغام وأغنيات دوشكا التي تأتيك منسابة من كافتريا أو مقهى وأنت تتجول في إحدى مدن ولاية البحر الأحمر بالشرق. وعلى الرغم من حاجز اللغة الذي يحول دون فهم كلمات تلك الأغاني الرائعة، إلا أن أوتار آلة الربابة تخترق أذنيك عنوة، وتغصبك حتى تستمع إليه. واستطاع دوشكا -فنان قبائل البجا الأبرز- بعبقرية ألحانه وأنغامه الطروبة أن يكسر ذلك الحاجز ويجعل الناطقين بغير لهجة البجا "البداويت" يتمايلون رقصاً وينتقلون إلى عوالم من الطرب الوجداني اللا متناهي. ويقول دوشكا -حسب صحيفة البيان الإماراتية- إنه يبذل حالياً قصارى جهده من أجل نقل فن وتراث البجا إلى بقية أنحاء السودان. الفن البجاوي وأضاف أنه استطاع بصبره وآخرين أن يحدثوا نقلة للفن البجاوي، وأن يخرجوه من التقوقع القبلي إلى عوالم القومية ثم إلى الإقليمية والعالمية. ويضيف: أنا كفنان كل همي أن أصير قومياً وأن أوسِّع ماعوني الفني، ونحن كفنانين في شرق السودان لدينا مجهودات كبيرة من أجل محاربة القبلية إلا أن هناك الكثير من الصعوبات التي تقف في طريق تحقيق هدفنا مثل عدم تهيئة البيئة الثقافية الملائمة من إقامة المسارح والدور الثقافية التي من خلالها يستطيع المبدع توصيل رسالته". غير أن دوشكا يعتبر أن الوعي بثقافة الآخرين هو الحاجز الأكبر الذي يصطدمون به في محاولاتهم لنقل ثقافتهم ولتجاوز حاجز اللغة، حيث إن إغلاق البوابة الإعلامية الحكومية يقف سداً في وجوههم. ويشير دوشكا إلى أن المحاربة الإعلامية من قبل بعض المتحكمين في أجهزة الإعلام الحكومية هي السبب المباشر الذي يجعل الثقافات السودانية الأخرى تتمترس في إطار القبيلة.