أيدت محكمة سودانية اليوم الاثنين حكم الإعدام شنقاً الصادر بحق أربعة سودانيين أدينوا بقتل موظف المعونة الأميركية جون غرانفيل وسائقه السوداني عبد الرحمن عباس رحمة في الخرطوم ليلة رأس السنة من العام الماضي 2008م. وكان المدانون الأربعة تنازلوا عن حقهم في الدفاع أمام المحكمة وأعفوا المحامين المدافعين، ووصفوا أميركا بالقاتلة للمسلمين، وغرانفيل بالكافر، والمحاكمة بالسياسية. وقال عبد الباسط الحاج حسن، متحدثاً بلسان الأربعة، إن هذه القضية محاكمة سياسية، وإنهم يعفون فريق الدفاع من مهمته. ووصف مهند عثمان، وهو أيضاً من ضمن الأربعة، غرانفيل بالكافر، وقال إن الأمريكيين قتلوا المسلمين في العراق وأفغانستان وحتى في دارفور. وغرانفيل "33 عاماً" وهو من نيويورك أول مسؤول أميركي يقتل في الخرطوم منذ أكثر من 30 عاماً، وصدمت هذه الجريمة الجاليات الأجنبية في السودان. أسرة السائق تتغيب وأعادت أسرة غرانفيل أمس الأحد تأكيد طلبها بتطبيق حكم الإعدام، لكن زوجة السائق عبدالرحمن عباس لم تكن حاضرة لذلك أرجأت المحكمة الجلسة الى اليوم الاثنين للاستماع الى أقوالها. وقال عادل عبدالغني، وهو أحد أفراد فريق الدفاع، إنه حتى إذا عفت زوجة رحمة عن المتهمين فإن حكم الإعدام لقتل غرانفيل سيظل قائماً على الأرجح. وبموجب القانون السوداني يمكن أن تختار أسرة ضحية جرائم القتل بين الحصول على الدية وبين حكم الإعدام للقصاص. الى ذلك، طلبت أسرة غرانفيل إنزال عقوبة الإعدام على قتلته، حسب وثيقة رسمية تليت الأحد في المحكمة، حيث جاء في نص رسالة من والدته: "أنا جين غرانفيل بصفتي الوريثة الوحيدة لإبني جون مايكل غرانفيل أنتهز هذه الفرصة كي أؤكد لهيئة المحكمة أنني لم ولن أقبل أي شكل من أشكال التعويض المادي". وأضافت: "أقولها وقلبي يتمزق، ولكن لا يوجد ثمة خيار أمامي فعقوبة الإعدام هي العقوبة الوحيدة التي تضمن حماية الآخرين من هؤلاء الذين قاموا بقتل ولدي الحبيب".