بعد إهمالٍ دام لسنواتٍ طويلة، احتفى مهتمون من قطاعات مختلفة بالقراءة، غالبيتهم من الشباب، وأعادوا للكتاب سطوته القديمة فيما يُشبه الاحتفال والاحتفاء بعادة القراءة التي اندثرت. فهل يمكن أن تُشكِّل مثل هذه المبادرات الشبابية الطموحة خطوة في مشوار الألف ميل؟ كتاب ونشاطات أخرى على مساحة واسعة تتوسط عمارات عتيقة وقديمة الطراز بشارع الجمهورية، أعادت "جماعة عمل الثقافية" عصر الثلاثاء الماضى، تنظيم معرض بيع وتبادل الكتاب المستعمل (مفروش) بعد توقف دام لأكثر من ثلاثة أشهر، حيث شهدت ساحة كافتريا أتينيه بوسط الخرطوم، حشداً كبيراً من رواد هذه الفعالية التي يقول منظموها إنها جاءت لتفعيل دور الكتاب في الحياة العامة بعد أن أوشك على الانحسار، فضلاً عن غياب المكتبات العامة، وأسعار الكتاب المرتفعة مقارنة بالظروف المعيشية في البلاد. ؛؛؛ مبادرة (مفروش) لم تقتصرعلى بيع وتبادل الكتاب المستعمل فقط؛ إذ تنتظم المعرض نشاطات أخرى، مثل الشعر، والتشكيل، والموسيقى ؛؛؛مبادرة (مفروش) لم تقتصر منذ تأسيسها قبل نحو ستة أشهر على بيع وتبادل الكتاب المستعمل فقط؛ إذ تنتظم المعرض نشاطات أخرى، مثل الشعر، والتشكيل، والموسيقى، وغيرها من النشاطات التي تقوم بها جماعة عمل. يقول الكاتب مامون التلب، أحد مؤسسي المبادرة، ل"شبكة الشروق": "بعد توقّفٍ دام لعدة أشهر، استطعنا أن نُنظِّم سوق الكتاب (مفروش) للمرة الثالثة، وننوي أن نُواصل في تنظيمه شهريَّاً على أن نوسّع الوعي بأزمة الكتاب في السودان في الجامعات والمدارس". وتسهتدف المبادرة، حسب التلب، الشرائح الشبابية بغرض رفع مستوى القراءة في السودان. وكشف التلب عن عكوف الجماعة على تنظيم سوقٍ آخر في مدينة (ود مدني) خلال ديسمبر الجاري، على أن يُواصل نشاطه من خلال العضوية المُشاركة في المدينة. وقال إن الجماعة تسعى إلى توسعة المبادرة ليشمل (مفروش) مدناً سودانية أخرى. مشروع التصوير المدرسي من جهةٍ أخرى، فإن المعرض بدأ في الخامسة عصراً بمشاركة عدد مقدر من بائعي الكتب المستعملة في مدن الخرطوم الثلاث، بالإضافة إلى مجموعة من محبي القراءة. تزامن مع ذلك عرض مسرحي. وآخر لفيلم وثائقي قصير لمشروع التصوير المدرسي الذي نفذته (عمل) خلال الأيام الماضية في مدرستين بمدينة أمدرمان، على مجموعة من تلاميذ وتلميذات مرحلة الأساس. يقول إبراهيم الجريفاوي، عضو جماعة عمل ومخرج الفيلم، بالاشتراك مع منتصر زروق ل"شبكة الشروق"، إن مشروع التصوير المدرسي فكرة صغيرة نحاول من خلالها تمليك التلاميذ أساسيات ومهارات التقاط الصورة الفوتوغرافية، وكيفية التعامل مع الكاميرا. "استخدمنا كاميرات رخيصة تستعمل لمرة واحدة فقط. دربنا التلاميذ ثم ذهبنا جميعاً للتصوير وخرجنا بنتائج مذهلة، نعرضها للبيع بأسعار رمزية حتى نتمكّن من شراء كاميرات جديدة تساعدنا على نقل التجربة إلى مدارس أُخرى". وبيَّن الجريفاوى أن التلاميذ الذين تلقوا هذه الدورة القصيرة، أظهروا قدرة فائقة على التعرُّف والتعامل مع هذا النوع من التدريب، وهذا ما زادنا حماسة لتطوير هذه الفكرة من خلال إيجاد طرق لتدريب معلمي الفنون في المدارس؛ خصوصاً وأن أسعار الكاميرات التي نستخدمها زهيدة الثمن وفي متناول الجميع. إمكانيات ذاتية متواضعة وكان معرض مفروش قد انطلق في شهر مايو المنصرم، بإمكانيات جماعة (عمل) الذاتية، لافتاً أنظار وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والبصرية، لهذه الفكرة المبتكرة، حيث استصحب المعرض معه ذكرى التشكيلي الراحل عمر خيري، من خلال عرض رقمي استعادي لأعماله التشكيلية المتفرقة بين أصدقائه ومحبيه، بعد أن عكفت جماعة عمل على جمعها وتوثيقها. ؛؛؛ جماعة عمل الثقافية تعتمد على موارد عضويتها المحدودة لتنفيذ مشاريع ثقافية تكسر حالة الركود التي يعيشها المشهد الثقافي في السودان؛ كما تقول الجماعة عن نفسها ؛؛؛وتأسست جماعة عمل الثقافية قبل نحو عام، على أيدي مجموعة من الكتّاب والتشكيليين والسينمائيين والصحافيين والمهتمين بالعمل الثقافي العام، معتمدة على موارد عضويتها المحدودة لتنفيذ مشاريع ثقافية تكسر حالة الركود التي يعيشها المشهد الثقافي في السودان؛ كما تقول الجماعة عن نفسها. ومنذ ذلك الحين نظمت جماعة (عمل) بالإضافة إلى معرض مفروش، مجموعة من الندوات الثقافية، والأماسي الموسيقية، وورش العمل والسمنارات. كما تستعد لظهور إصدارة ثقافية ورقية غير دورية تحت مسمى (الخيوط). مشاريع قادمة طموحة ولعل ما يميز مشاريع جماعة عمل، اعتمادها الكلي على أفكار عضويتها، وخلق فرص لهم لتنفيذ مشاريعهم المقترحة؛ في وقت تنادي فيه بقدرتها على المساعدة في تنفيذ المشاريع الثقافية الفعالة التي تأتيها من خارج دائرة عضويتها، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الانترنت التي تنشط الجماعة فيها بصورة ملحوظة. ويكشف التلب عن عددٍ من المشاريع الطموحة، من بينها مشروع بالتعاون مع معهد جوتة الثقافي بالخرطوم، يستهدف المكتبات القديمة في السودان من شاكلة (مروي بوكشوب، الدار السودانية للكتب). على أن ينتظم يوم مفتوح في شهر مارس يضم جميع دور النشر والمكتبات الخاصّة مع تنظيم فعالياتٍ تهدف لتوضيح حجم الأزمة في بلدٍ جُرِّد من مكتباته العامّة وحُورب سوق النشر فيه، وأُلغيت فيه حصص المطالعة في المناهج التعليميَّة عاماً بعد عام.