أهدى الموسيقار السوداني اليمني ناجي القدسي مكتبة الأغنية السودانية مجموعة من ألحانه الفنية غير المنشورة. وتعد المكتبة السودانية واحدة من أهم وأميز مكتبات الأغاني على الشبكة الإلكترونية في العالم من حيث التوثيق والتبويب ودقة المنهجية. وتغنى ألمع نجوم الغناء في السودان بألحان ناجي القدسي عندما كان مقيماً بالسودان من أمثال حمد الريح، أبوعركي البخيت، التاج مكي، محمد الأمين، زيدان إبراهيم، مصطفى سيد أحمد، والجيلاني الواثق. وقال الأديب والناقد علوان الجيلاني، إن الألحان الفنية التي خص بها الموسيقار ناجي القدسي مكتبة الأغنية السودانية تتمثل في أربعة ألحان تعد من أعظم إبداعاته التي يعود تلحينها جميعاً إلى النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي. وحسب الجيلاني، فإن الألحان منها لحنان لقصيدتين للشاعر الشهير محمد الفيتوري هما: "معزوفة لدرويش متجول" و"ياقوت العرش"، بجانب "زي عيونك أصلو مافي" للكاتب السوداني محمود مدني، و"غنيوة للوطن الجميل" من كلمات الشاعر كمال الجزولي. ساقية القدسي وأبلغ الجيلاني وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بأن أغنية القدسي "الساقية لسه مدورة" التي تغنى بها الفنان حمد الريح، تعد واحدة من أهم علامات الغناء السوداني المميزة في تاريخ السودان كله بجانب أغانيه المشهورة مثل "خلاص مفارق كسلا" و"الشيخ فرح ودكتوك" وغيرها. ونوه إلى أن الموسيقار ناجي القدسي لم يتوقف عن الإبداع بعد تواريه عن الأضواء منذ عودته إلى اليمن، إذ لحن مجموعة كبيرة من الأعمال لعدد من الشعراء اليمنيين منهم حسن اللوزي، وعبدالعزيز المقالح، وعلي بن علي صبرة، ومحمد الشرفي. كما لحن أعمالاً لشعراء عرب وسودانيين من أمثال محمد الفيتوري، وصلاح عبدالصبور، إضافة إلى ألحان أخرى من التراث الصوفي للشيخ عبدالرحيم البرعي. يذكر أن ناجي القدسي الذي استقر في صنعاء منذ ثلاثين سنة آثر الابتعاد عن الأضواء بعد أن كان واحداً من أصحاب البصمات المميزة في الموسيقى والغناء السودانيين منذ مطلع ستينيات القرن العشرين وحتى الثمانينيات.