ازدحمت القاعة الرئاسية، بقاعة الصداقة في الخرطوم يوم الخميس، بجموعٍ من أهل الثقافة والآداب والإعلاميين من كلِ لونٍ ليجدوا مكاناً باحتفاليات ختام جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي في دورتها الثالثة. وقال وزير الثقافة والإعلام السوداني؛ أحمد بلال عثمان، في كلمته في الاحتفال: "الطيب صالح ليس روائياً أو كاتباً أو ناقداً فحسب، بل كان مثقفاً عربياً مكتمل الثقافة، لا تمله عندما تستمع إليه وتود أن لا يصمت". وأكد أن مثل هذا التكريم وهذه الجائزة التي فتحت لكل مشارك من أصقاع العالم المختلفة، وبالذات الإخوة العرب، فكرة طيبة تتناسب وقامة الطيب صالح، والدليل على ذلك المشاركة الواسعة التي بلغت (454) مشاركاً من شتى بقاع العالم. شخصية العام من جهته أشاد العضو المنتدّب والرئيس التنفيذي ل(زين-السودان)؛ الفريق (طيار) الفاتح عروة، بجهود مجلس أمناء الجائزة الذين بذلوا جهودهم لإعلاء شأن هذه المبادرة، والتي أصبحت اليوم "حدثاً ثقافياً يترقبّه أهل الأدب والثقافة بحرصٍ". كما عززّ عروة اختيار الصحافي العريق، محجوب محمد صالح، من قبل مجلس أُمناء الجائزة، شخصية لهذه الدورة، مشيداً بإضافاته على مدى 64 عاماً للصحافة والإعلام في السودان ليتخرج من مدرسته مئات الصحافيين الذين تركوا بصمات واضحة على نطاق العالم. رئيس مجلس أُمناء جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي؛ البروفيسر علي محمد شمّو، أثنى على (زين) لتكفلها بهذا المشروع الثقافي، وأكد على حرص مجلس الأمناء على تطوير وتقدم الجائزة في كل عام ببذل الجهود واستشفاف الجديد الذي يشجع على الإبداع وتحفيز الأدباء الشبّاب. وأضاف أن هذه الدورة والتي تتزيّن بمشاركات من 27 دولة تفخر بمشاركة من أسير فلسطيني اخترقت قضبان الاحتلال الإسرائيلي لتضيف إلى مجد الأديب السوداني الطيب صالح. وذكّر شمو بأن مجلس الأمناء قد وافق على منح المشارك جائزة تقديرية. معرض مصاحب وتم خلال مراسم احتفال ختام فعاليات الجائزة افتتاح معرض اشتمل على توثيق للدورتين الماضيتين بالإضافة إلى مطبوعات وكتب ومستندات تخص الفائزين والأعمال المشاركة، وبعض مما يعكس تراث منطقة كرمكول (مسقط رأس الأديب الطيب صالح) من صور ولوحات تشكيلية وعروض مصورة ومجسدة على شاشات عريضة مزدانة بما تركه صاحب الجائزة من جماليات باقية. وسوف تشهد القاعة المضيئة مساء الجمعة ختام فعاليات الدورة الثالثة لجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي بإعلان الفائزين في مساقات الرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية وتوزيع الجوائز بتشريف النائب الأول للرئيس السوداني؛ علي عثمان محمد طه. كما تعقد دورات نقاش وتقديم أوراق على مدى أيام الاحتفالات من قبل الضيوف المشاركين في هذه الدورة.