وجد حوالي 20 ألف نازح وصلوا لمدينة الرهد بولاية شمال كردفان هرباً من جحيم المتمردين ب"أبوكرشولا"، أنفسهم فجأة غرباء يعيشون تحت ظلال الأشجار، وينتظرون موظفي المنظمات ليبلون ظمأهم ويفكون جوعهم بعد رحلة معاناة طويلة. وروى هؤلاء لموفد الشروق إلى المنطقة عصام عباس حكايات وقصص تدمع لها العيون، قالوا إنهم عاشوها خلال الرحلة التي قطعوها مشياً على الأقدام وبعضهم حفاة عراة بعد أن أجبرتهم آليات ومدافع المتمردين ليفارقوا أرضهم وماشيتهم وأموالهم مكرهين. وقال نازح تحدث إلى الشروق وبدت عليه آثار التعب والإنهاك "إن الذي تعرضوا له لم يشهدوا مثله من قبل في حياتهم". وأضاف "شاهدنا المتمردين يقتلون الناس ويتركون جثثهم تنهشها الكلاب". وقال آخر "لقد مات الكثيرون في الطريق بين الرهد وأبوكرشولا عطشاً وآخرون نفقت الحمير التي كانوا يمتطونها ولم يقدروا على إكمال المشوار". النجاة من القتل وأضاف النازح ذاته "كثير من الناس أجبروا على الهروب حفاة جياع ليجدوا أنفسهم يقطعون الفيافي من أجل النجاة من القتل والتصفية الجسدية التي مارسها المتمردون"، وتابع "الذي شاهدته بعيني عبارة عن تصفية عرقية منظمة". وتعيش مدينة الرهد حالة استنفار من قبل كل الجهات المسؤولة للوقوف على خدمة النازحين، كما تتوالى عمليات استقبال القوافل الإنسانية المحملة بالمؤن من أغذية وأدوية قادمة من غالبية ولايات السودان. وتشهد المدينة أيضاً حركة دؤوبة من قبل المنظمات الوطنية في المعسكرات لتقديم الأغذية لنازحين لم يتذوقوا الطعام طوال الرحلة إلى الرهد. وقال مراسل الشروق إن الوضع مستقر داخل المعسكرات والخدمات منسابة للنازحين من قبل أهالي المدينة والمنظمات. وأكد أن الولاية آمنة وتستقبل تعزيزات عسكرية كبيرة من أجل حسم المتمردين. وأكدت نازحة أنهم خرجوا بدون ماء وغذاء وأن غالية الشيوخ والأطفال لم يتمكنوا من الوصول إلى الرهد وماتوا في الطريق من الإرهاق والعطش نتيجة لعدم تحملهم المشاق خلال الرحلة.