كشف السفير السوداني لدى روسيا، عمر دهب، يوم الجمعة، عن ما وصفه بالأسباب التي دعت بلاده لتجنب قيام ثورة شعبية وأجملها في إجراءات عقلانية وحكيمة قامت بها سلطات البلاد، ووحدة الشعب ووعيه السياسي وفهمه العميق لمصالحه الوطنية العليا. وأشار دهب خلال جلسة طاولة مستديرة نظمتها وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" تحت عنوان: "السودان وتداعيات الربيع العربي"، إلى أن السودان تمكن من المحافظة على الأمن والاستقرار الاجتماعي، وهو الذي مرَّ عبر تاريخه الحديث بظروف كان يمكن أن تؤدي إلى ثورات أعتى من ثورات الربيع العربي الحالية، حينما تعرض لعقوبات اقتصادية دولية قاسية جداً. وقال إن تلك العقوبات انعكست على مستوى حياة السكان وتسببت بضغوطات معيشية، لكن هذه العقوبات -حسب السفير السوداني- أثارت روح التحدي والاستفزاز لدى الحكومة والشعب السوداني، وخلقت تماسكاً سياسياً أفضى إلى نجاحات اقتصادية مميزة. تحدِّيات حصنت السودان " العامل الأهم الذي "حمى السودان من الانزلاق إلى مهاوى عدم الاستقرار حسب السفير دهب هو نزوع السودان إلى التسوية السلمية للصراعات الداخلية " وقال "الشعب السوداني ليس شعباً نائماً، ولديه من ذخيرته التاريخية ما يمكن أن يفاخر به أمام العالم أجمع. وموضوع الثورات ليس جديداً عليه، لذا فهو عندما يوصد الأبواب أمام الثورات العربية إنما يوصدها ليس من باب العجز، وإنما لإدراكه الكامل بطبيعة المرحلة التاريخية والتحديات الجماعية التي يواجهها". وأكد دهب أن من التحديات التي حصنت ربما السودان اليوم من رياح الربيع العربي وحافظت على وحدة أبنائه "هو ما حدث ويحدث في دارفور، إضافة إلى الحركة الانفصالية التي أدت إلى انفصال الجنوب، فضلاً عن الرغبة الأكيدة في التنمية الاقتصادية". ورد السفير السوداني بعضاً من أسباب صمود بلاده في وجه رياح الربيع العربي إلى "الدستور الانتقالي، إضافة إلى وجود حريات كبيرة في المجال الإعلامي، وخاصة في مجال الصحافة المقروءة، لست موجودة حتى في الدول التي مرت بتجربة الربيع العربي اليوم". لكن العامل الأهم الذي "حمى السودان من الانزلاق إلى مهاوى عدم الاستقرار حسب السفير دهب هو نزوع السودان إلى التسوية السلمية للصراعات الداخلية، بدليل انفصال الجنوب، بهدف الحصول على السلام، والبحث عن سلام بأي مكان من أجل دارفور.