نشر قبل عام تقرير عن النمو الواضح الذي شهدته سوق كرة القدم الأوروبية، حوى تفاصيل مهمة عن القفزة النوعية التي تحققت، على الرغم من الأزمة الاقتصادية. الملفت في التقرير الشفافية التي يتم بها تناول الشأن المالي على كلِّ المستويات في حالات النمو أو التراجع، بعكس ما يحدث عندنا. إن جانب "المال" لدينا به كثير من الضبابية، ويصعب الوصول إلى معلومة عن وارد ومنصرف الاتحادات والأندية في الموسم الكروي. ويمكن بمقارنة بسيطة أن نصل للفارق الكبير بيننا والدول الأوروبية في الاهتمام بتمليك الرأي العام الحقائق حول المال في كرة القدم، بالدرجة التى أصبح معها هذا المنهج سلوكاً وواجباً طبيعياً لهذه المؤسسات. ؛؛؛ الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة لم تقف عائقاً فإنّ البطولات الوطنية الأوروبية الخمس الكبرى، سجلت مجموع إيرادات الأندية نمواً بقيمة 181 مليون يورو ؛؛؛ فوارق بيِّنة اخترت هذه الجزئية من التقرير الذي صدر في عام 2012، لنقف على الفوارق التي ذكرتها بيننا و"العالم المتطوِّر"، لنعرف على الأقل كيف وصل إلى هذه المرحلة من التطوُّر. ولنقف -أيضاً- على الأسباب التي تجعلنا نتراجع بهذه السرعة، جاء في الخبر المنشور عن التقرير ما يلي: (حققت سوق كرة القدم الأوروبية نمواً بنسبة 4 في المئة (0,6 مليارات يورو)، ليبلغ مجموع الإيرادات 16,9 مليار يورو عن موسم 2010- 2011م، وذلك وفقاً للتقرير السنوي الحادي والعشرين عن الشؤون المالية في كرة القدم الصادر عن مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة، فإنّ البطولات الوطنية الأوروبية الخمس الكبرى (البوندسليغه الألماني، والليغا الإسبانية، والدوري الفرنسي، والدوري الإنكليزي، والدوري الإيطالي)، قد أفادت عن تسجيل مجموع إيرادات الأندية نمواً بقيمة 181 مليون يورو (2 في المئة) ليصل إلى ما مجموعه 8,6 مليارات يورو. ؛؛؛ عقود البث التلفزيوني الجديدة للدوري الإنكليزي والدوري الإيطالي بدءاً من الموسم 2010- 2011، أبرزت القدرة الدائمة لكرة القدم العالية المستوى على استقطاب الجماهير ؛؛؛عقود البث وقال الشريك المسؤول عن مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت؛ علق دان جونز: "في حين أنّ المعدّل المذكور أكثر بطئاً من معدّل النمو المحقّق في العقد الماضي (7 في المئة)، إلا أنّه ما زال يمثّل أداءً متيناً نظراً للتحديات في الاقتصاد الأوسع. ونذكر على وجه الخصوص عقود البث التلفزيوني الجديدة للدوري الإنكليزي والدوري الإيطالي بدءاً من الموسم 2010- 2011، والتي أبرزت القدرة الدائمة لكرة القدم العالية المستوى على استقطاب الجماهير. وبقي الدوري الإنكليزي للمحترفين في صدارة بطولات كرة القدم العالمية، حيث حققت أنديته إيرادات بقيمة 2,5 مليار دولار أميركي في موسم 2010- 2011 (معدل زيادة 12 في المئة بالجنيه الإسترليني)، علماً أن الانخفاض في قيمة الإسترليني مقابل اليورو قد أدّى إلى تقليص الفارق بنسبة (6 في المئة مع الدوري الألماني "بوندسليغه"، الذي على الرغم من ذلك بقي ثانياً في الترتيب مع فارق بقيمة 769 مليون يورو). انتهى. ؛؛؛ الأرقام لا تكذب ولا تتجمّل، وتوضح النُقلة الاقتصادية النوعية للدوريات والأندية. عندنا نعاني من غياب الأرقام، فلم يعرف تاريخ الكرة السودانية التعامل معها ؛؛؛الأرقام لا تكذب يمكن أن نلاحظ تركيز التقرير على النمو وحدده، في الجزئية التي تقول (على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة الآن)، بقدرة الدوريات الأوروبية الكبرى: "البوندسليغه الألماني، والليغا الأسباني، والدوري الإنجليزي، والدوري الفرنسي، والدوري الإيطالي تسجيل إيرادات للأندية نمواً بقيمة 181مليون يورو (2 في المئة) ليصل المجموع إلى 8,6 مليارات يورو. أرقام لا تكذب ولا تتجمّل، وتوضح النُقلة الاقتصادية النوعية للدوريات والأندية. عندنا نعاني من غياب الأرقام، فلم يعرف تاريخ الكرة السودانية القديم والحديث التعامل مع الأرقام، وإن وجد فهو من الأسرار الخطيرة التي يجب ألا تجد طريقها للنشر. هناك حالات نادرة تعكس التعامل بشفافية مع المال، منها فترة د. كمال شداد في رئاسة الاتحاد العام لكرة القدم السوداني، والتي قدَّم خلالها ميزانيات مالية واضحة من خلال جمعيات عمومية عادية، كانت تعقد لمناقشتها، كما أن الصورة المالية في مجملها كانت واضحة في هذه الفترة. ؛؛؛ المال ملف حساس للغاية، لأن المقصود مال عام خاصة في السودان، وبالتالي عندما تغيب الأرقام تضيع الحقيقة، وتكبر علامات الاستفهام ؛؛؛غياب نماذج الشفافية في جانب الأندية، لم تقدم نماذج للشفافية في التعامل المالي إلا مرة واحدة، والغريب أن المجلس الذي نشر تقريره المالي للرأي العام عبر الصحف كان (معيناً) من الوزير الحكومي، أي أنه غير ملزم بهذه الخطوة، ومع ذلك نشر مجلس إدارة نادي الهلال (المعيَّن) والذي عرف بمجلس عبدالرحمن سرالختم تقريراً مالياً مفصلاً عن المال في الفترة التي حكم فيها، ووقع على التقرير محيي الدين الخطيب أمين المال في المجلس المذكور. عدا ذلك لا يذكر التاريخ لكرة القدم السودانية، منذ تأسيسها وحتى هذه الفترة- أن للأرقام كلمةً تحدد المستوي الاقتصادي لكرة القدم على مستوى الاتحاد العام والاتحادات المحلية والأندية، والحقيقة دائماً غائبة في هذا الجانب، على الرغم من الأرقام الفلكية المطروحة في وسائل الإعلام، خاصة في فترات الانتقالات الرسمية والتكميلية، ولكنها تظل أرقاماً غير رسمية، لأن معظمها يدور خارج القنوات المالية الرسمية، وبالتالي يصعب التعامل معها كأرقام حقيقية (لأنها بدون مستند مالي). ملف المال ملف حساس للغاية، لأن المقصود مال عام خاصة في السودان، وبالتالي عندما تغيب الأرقام تضيع الحقيقة، وتكبر علامات الاستفهام.