كشفت دراسة جديدة أن الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة العالمية والمزيد من الجفاف والكوارث الأخرى المتعلقة بالمناخ، من المرجح أن يقود إلى زيادة كبيرة في الصراعات العنيفة بين الأفراد ومجتمعات بأكملها. وتوقَّعت زيادة الحروب بنسبة 50%. وخلصت مراجعة ل61 تقرير عنف مفصل، نشرته صحيفة "إندبندنت"، إلى أن النزاعات الشخصية والصراعات المدنية الأوسع تزداد بدرجة كبيرة مع التغيُّرات الملحوظة في أنماط الطقس، مثل الزيادة في درجات الحرارة وقلة المطر. وأفادت الدراسة أنه حتى التغيُّرات المحدودة البعيدة عن العرف السائد تؤدي إلى زيادات ملحوظة في العنف، وتوصلت إلى أن الزيادة المتوقعة التي تقدر بدرجتين مئويتين في درجات الحرارة العالمية هذا القرن، يمكن أن تقود إلى زيادة بنسبة 50% في صراعات العنف الكبيرة مثل الحروب الأهلية. ويشير الباحثون إلى أن التغيُّرات في المناخ، خاصة تزايد درجات الحرارة، من المرجح أن تقود إلى المزيد من الصراعات المتكررة على الموارد الطبيعية التي تتضاءل بدرجة كبيرة. تقارير تاريخية " التعرُّض لدرجات حرارة عالية يسبب ردَّ فعل فسيولوجياً في كيفية تعامل البشر مع بعضهم بعضاً حيث يصير الناس أقل ثقة وأكثر عدوانية وأكثر عنفاً " الجدير بالذكر، أن الدراسة بُنيت على بحث في تقارير تاريخية عن الصراعات العنيفة، من العنف الشخصي مثل القتل والاعتداءات إلى الصراعات الأوسع مثل الشغب والتوترات العرقية والحروب الأهلية بل وحتى الانهيارات الكبيرة للحضارات التي ترجع لآلاف السنين. وقد أظهر الصراع بين المجموعات وليس الأفراد أقوى علاقة بالتغيُّرات في المناخ، حيث تكون ارتفاعات درجات الحرارة من أكثر عوامل الخطر شيوعاً، إذ كلما زادت سخونة الطقس كان العنف أكبر. وأشارت نتائج الدراسة إلى عاملين قد يربطان المناخ بالصراع. الأول الندرة الاقتصادية، حيث إن سنوات الحرارة المرتفعة وغزارة الأمطار تسببان تدهوراً في الظروف الاقتصادية، خاصة في الدول الفقيرة، وإذا ساءت الأمور أكثر فقد يقرر الناس الذين ليس لديهم خيارات أخرى اللجوء إلى السلاح. والثاني أن التعرض لدرجات حرارة عالية يبدو أنه يسبب ردَّ فعل فسيولوجياً في كيفية تعامل البشر مع بعضهم بعضاً، حيث يصير الناس أقل ثقة وأكثر عدوانية وأكثر عنفاً.