استحدثت السلطات بدائل في محمية طبيعية بسهل البطانة شرقي السودان، للحفاظ على مراعي السهل التي تعد مرتعاً لثمانية ملايين رأس من الماشية، تفد إليها سنوياً من ثماني ولايات، وذلك للحدِّ من تأثيرات التغيُّر المناخي وتعديات تنقيب الذهب. وشكَّل وفود ملايين الرؤوس من الماشية للمنطقة ضغطاً على مراعي السهل الخصيب، بالإضافة لتعدي نشاطات التعدين العشوائي بعد تفشي حمى البحث عن المعدن النفيس. واضطرت هيئة تنمية البطانة لاستحداث بدائل من خلال إنشاء "مسور الصباغ"، وهو محمية طبيعية أنتجت العام السابق أكثر من 80 طناً من الأعلاف بعد تطبيق تقانة حصاد المياه لمعالجة مشكلة شح الأمطار في الإقليم شبه الصحراوي. ويشكل سهل البطانة وفقاً لمراسل قناة الشروق بولاية القضارف، أهمية اقتصادية للسودان الذي يسعى لتعزيز صادراته غير البترولية وعلى رأسها صادرات اللحوم. تضاعف الإنتاج وتوقَّع مرشد المراعي بمشروع تنمية سهل البطانة عبدالله آدم أبكر للشروق تضاعف الإنتاجية لضعفين عن العام الماضي، قائلاً إن المسور أسهم في زيادة دخل الأسر ورفع إنتاج الألبان وأوزان الحيوانات، ما جعل للمراعي جدوى اقتصادية. وأكد مرشد المراعي بالمشروع، أن مساحة "مسور الصباغ" تبلغ 250 فداناً وجاءت كلفة إنتاج خمس كيلوجرامات من العلف في حدود عشرة جنيهات، ما يعني أن التكلفة الكلية للمسور 84 ألف جنيه. وأشار إلى أن هذه المساحة إذا استغلت في الزراعة لا يمكن أن تكون مربحة لهذه الدرجة، وتوقع أن تكون المراعي من المجالات المربحة التي يمكن الاستثمار فيها. من جانبها، قالت مديرة إدارة تنمية المراعي بوزارة الثروة الحيوانية بالقضارف سميحة شاكر أيوب، إن المنطقة أصبحت معرضة للتغيُّر المناخي وشح الأمطار، ما جعلهم يفكرون في برامج حصاد المياه لرفع رطوبة الأرض حتى تتمكن من الإنبات وتوفير بذور للسنوات القادمة.