احتجزت السلطات الأمنية بجنوب السودان صباح الأربعاء طائرة مدنية بمطار أويل بولاية شمال بحر الغزال تحمل معدات وأجهزة تخص المؤتمر الوطني، وصادرت السلطات حمولة الطائرة وحققت مع ركابها وطاقمها قبل أن تأمر ربانها بالعودة للخرطوم. وأوردت قناة الشروق أن سلطات الجنوب أفرغت الطائرة من محتوياتها وصادرت حمولتها، قبل أن يتم منعها من التوجة إلى مدينة توريت لنقل معدات أخرى تابعة للمؤتمر الوطني إلى هناك. ووصلت الطائرة ظهر اليوم إلى مطار الأبيض بولاية شمال كردفان. وحسب مراسل الشروق بشمال كردفان عبداللطيف عبدالله، فإن الطائرة كانت تقل خمسة مهندسين تابعين للمؤتمر الوطني بجانب طاقم الطائرة المكون من أربعة أشخاص. من جانبها أكدت قيادة المؤتمر الوطني في الخرطوم أنها ستبحث الحادثة مع قيادة الحركة الشعبية. وأبلغ القيادي في الحزب إبراهيم غندور الشروق، أن القضية ستناقش ضمن بند القضايا العامة، وقال: "نأمل من الحركة أن تمهد السبيل أمام بقية الأحزاب في الجنوب لضمان إنجاح عملية تسجيل الناخبين، لأنها حتى الآن دون الطموح". ووصف المتحدث الرسمي باسم الحزب فتحي شيلا الحادثة بأنها تصرف يخرق القانون وينتهك حقوق الإنسان، وعاب على سلطات الجنوب مصادرة ممتلكات تخص الشريك الأكبر في الحكم، وقال للشروق إن ذلك يعبر عن حالة تعيشها الحركة "رغم أنه في تقديرنا أن قيادة الحركة لم تكن على علم، إلا أن ذلك لا يعفيها من المسؤولية". الحركة: الطائرة تحمل أجهزة تنصت لكن الحركة الشعبية بررت تصرف حكومتها في الجنوب بأن الطائرة كانت تحمل على متنها أجهزة تنصت واتصالات حساسة. وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة ين ماثيو لقناة الشروق، إن الطائرة التي وصفها بالغريبة، لم يكن لديها "بيان هبوط"، وهو الأمر المتبع حتى في الرحلات الداخلية بين ولايات السودان. وأشار ماثيو إلى أن طاقم الطائرة ادعى أنها تابعة لمفوضية الانتخابات، لكن الصحيح أنها تحمل أجهزة اتصال وتصنت متقدمة، يمكن أن تصنف بأنها معدات عسكرية. وحول سماحهم للطائرة بالمغادرة إلى الخرطوم قال المتحدث باسم الحركة: "أردنا أن يعلم المؤتمر الوطني أن الحركة على علم بكل محاولاته لتزوير الانتخابات". احتجاز بدون أسباب وقال المراسل إن رئيس فريق المهندسين طلال يس أبلغه أن الطائرة وصلت صباح اليوم إلى أويل لتركيب أجهزة خاصة بمكتب المؤتمر الوطني بأويل وتوريت لكن سلطات الجنوب اعتقلت المهندسين فور وصولهم إلى مطار أويل وجرى التحقيق معهم من قبل قوات تابعة للحركة الشعبية. ووصف يس التحقيق بأنه كان إدارياً بسبب دخول المنطقة بدون إذن السلطات، وأكد مصادرة شحنة الطائرة وهي عبارة عن أجهزة حاسوب لمكاتب الحزب بالجنوب. وأشار رئيس فريق المهندسين إلى أن الرجال الذين حققوا معهم بأويل طلبوا منهم العودة إلى أويل بعد وصول الطائرة مطار الأبيض لاستعادة العهد المصادرة، لكن الركاب والطاقم فضلوا العودة إلى الخرطوم واستجلاء الأمر من قيادة الحزب لأخذ القرار المناسب. وقال إن الرجال الذين أخضعوهم للتحقيق لم يكونوا يرتدون زياً عسكرياً، بيد أن مراقبين بالزي العسكري انتشروا في المطار. وأفاد أن المحققين لم يتحدثوا معهم عن سبب مباشر للإجراء سوى أنهم دخلوا المنطقة بدون علم السلطات وبلا أوراق رسمية. وطالت الاعتقالات موظفي مفوضية الانتخابات مثلما حدث للموظف بالمفوضية عماد الدين محمد الأمين، بحجة أنه لا يملك مستندات تبرر وجوده بأويل، وقال عماد إنه فوجئى بالأمن الشعبي يقوده إلى المطار ويطالبه بالمغادرة للخرطوم.