اعتذرت المملكة العربية السعودية عن قبول عضويتها في مجلس الأمن. وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً حمل أسباباً تفصيلية لاعتذار المملكة عن قبول العضوية بعد ساعات من وقوع الاختيار عليها لتشغل المقعد للمرة الأولى في تاريخه. وانتخبت السعودية يوم الخميس للمرة الأولى عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي. وفازت السعودية بالمقعد إلى جانب تشاد وتشيلي وليتوانيا ونيجيريا، وهي الدول التي انتخبت أيضاً أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن لدورة تستمر سنتين بدءاً من أول أيام العام المقبل. وقال البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية، إن مجلس الأمن فشل في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، سواء بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة دون استثناء للمراقبة والتفتيش الدولي أو الحيلولة دون سعي أي دولة في المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية، ما يُعدُّ دليلاً ساطعاً وبرهاناً دافعاً على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته. عجز المجلس " بيان: السعودية ترى أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب " وأشار البيان إلى أن السماح للنظام الحاكم في سورية بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي على مرأى ومسمع من العالم أجمع وبدون مواجهة أي عقوبات رادعة لدليل ساطع وبرهان دافع على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته. وأكد أن المملكة العربية السعودية، وهي عضو مؤسس لمنظمة الأممالمتحدة، لتفتخر بالتزامها الكامل والدائم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة، إيماناً منها بأن التزام جميع الدول الأعضاء التزاما أميناً وصادقاً ودقيقاً بما تراضت عليه في الميثاق، هو الضمان الحقيقي للأمن والسلام في العالم. وأضاف البيان " الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة تعتبر الظفر بعضوية مجلس الأمن، المعني حسب ميثاق المنظمة بحفظ الأمن والسلم العالميين شرفاً رفيعاً ومسؤولية كبيرة لكي تشارك على نحو مباشر وفعال في خدمة القضايا الدولية". وأكد البيان المملكة العربية السعودية ترى أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب. ازدواجية المعايير وذكر البيان أن ازدواجية المعايير بمجلس الأمن أدت إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم، واتساع رقعة مظالم الشعوب، واغتصاب الحقوق، وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم. وأضاف البيان: "ومن المؤسف في هذا الصدد أن جميع الجهود الدولية التي بذلت في الأعوام الماضية والتي شاركت فيها المملكة العربية السعودية بكل فعالية لم تسفر عن التوصل إلى الإصلاحات المطلوب إجراؤها، لكي يستعيد مجلس الأمن دورة المنشود في خدمة قضايا الأمن والسلم في العالم". وأشار بيان السعودية إلى أن بقاء القضية الفلسطينية دون حل عادل ودائم لخمسة وستين عاماً، التي نجم عنها عدة حروب هددت الأمن والسلم العالميين، لدليل ساطع وبرهان دافع على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته. وأكد البيان أن المملكة العربية السعودية وانطلاقاً من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم، لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعلياً وعملياً من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين.