وجدت التماسيح ضالتها في وعورة نهر النيل وهدوء المكان بمناطق السكوت والمحس في الشمالية، لتسجل أعلى معدل هجرة من بحيرة النوبة على الحدود السودانية المصرية إلى تلك المناطق، ويروي صيادون هناك روايات مع الحيوان الخطير. وبدا الصياد الحاج فرح أشهر صائدي التماسيح غير آبه بالسلطات المختصة، وهو يروي للشروق قصصاً أشبه بالخيال، و"كماين" نجح عبرها في اصطياد تماسيح من مختلف الأطوال والأشكال. ويذهب أكثر من ذلك عندما يدعو الحكومة لتسهيل مهمته وبقية زملائه الصيادين في القضاء على التماسيح، ويقول إن مناطق السكوت أصبحت مناطق موبوءة بالتماسيح لدرجة أنها أضحت تهدد حياة السكان ومواشيهم وممتلكاتهم. ويوضح أن التماسيح هاجرت بكثافة إلى المنطقة من بحيرة النوبة. صيد متوسط الحجم وقبل أن يكمل العم فرح حديثه مع الشروق، ظهر أحد التماسيح متوسطة الحجم ليأخذ الصياد مكاناً جانبياً ويبدأ في رحلة الصيد العادية، لكن قبل أن نتمالك أعصابنا أرسل الصائد طلقاً نارياً جعل التمساح يخر صريعاً في الحال. وأصبحت مهمة القضاء على التماسيح حرفة الكثير من الناس في مناطق السكوت إلى جانب الزراعة التي لم تعد تدر الكثير من الأموال. ويفتخر الحاج فرح بحرفته والمتعة التي يجدها أثناء القيام بمهمته، ويقول إن صيد التمساح فراسة، وإنه يمكن أن يصارع تمساحاً داخل المياه من أجل القبض عليه. ويعرف فرح الكثير عن حياة التماسيح وطرقها التي تتبعها من أجل الوصول إلى الفريسة. ويتذكر زميله الصياد هاشم، ذلك التمساح الضخم الذي يبلغ طوله ستة أقدام عندما ألقى القبض عليه في العام 1997. ويؤكد أن الضابط المسؤول في قسم الشرطة بمدينة دنقلا وقتها كافأه على فعلته بتصديق بندقية ومزيد من الذخيرة.