لا تزال أرض "اليعقوباب" في الجزء الشمالي الغربي لمدينة سنار تمثل رمزاً للتواصل وجمع الطرق الصوفية وجسراً يقرب المحبين إلى بعضهم البعض في الله محبة وإخاء، فالأضرحة التي تحيط بقرية العمارة الشيخ هجو تزار على مدار العام. وتكثر زيارة الأضرحة من مواطني المنطقة قاصدين "التبرك"، والبعض الآخر يطلب الاستشفاء وحتى الأطفال يجدون مساحة للتأمل وهم برفقة آبائهم. وفي باحة أضرحة الأولياء تسمع أصوات الدفوف، وتعلو الحناجر بذكر الله، بينما هناك فئة اختارت الانتفاع عبر الترويج للتجارة وسط الزائرين. وتعود أصول اليعقوباب لقبيلة الجعليين المنتشرين في منطقة "كنور" شمالي عطبرة بولاية نهر النيل، وجاءوا إلى سنار منذ زمن السلطنة الزرقاء. تصاهر مع السكان وتصاهر اليعقوباب مع أهل المنطقة الأصليين وهم من الأسر العريقة التي تعرف بالتدين وتعليم القرآن في عهد عمارة دنقس وعبدالله جماع. ويقول الشيخ مرزوق موسى الباحث في تاريخ اليعقوباب لبرنامج "كاميراالشروق"، إن أصل اليعقوباب بيت الشيخ موسى أبوقصة في منطقة السبيل شمالي غرب سنار وهم منتشرون في مناطق (ديار هجو الأحمر والحاج بانقا, وديم المشايخة ومنطقة ود سعد ومنطقة أبو قزازة وهجو الجيلي). واستقبلت أرض اليعقوباب وافدين من الخرطوم وإقليم كردفان ووسط الجزيرة وولاية النيل الأبيض وصل عددهم نحو ستة آلاف جاءوا للالتقاء جميعا ًفي قرية العمارة بأرض اليعقوباب، قاصدين مسيد الشيخ هجو لذكر الرسول الكريم ليسمعوا "صيحة اليعقوباب" الشهيرة وسط رجالات الطرق الصوفية.