أرض اليعقوباب التي تقع في الجزء الشمالي من ولاية سنار ما زالت تشكّل رمزية للتواصل وجمع الطرق الصوفية وجسراً يقرّب المحبين إلى بعضهم البعض في الله بقرية (العمارة الشيخ هجو) التي يجتمع فيها أهل الذكر ويرددون (الصيحة). والصيحة عند اليعقوباب لها قصة وسيرة. وقال الشيخ الطاهر هجو البرير أحد الملازمين للمسيد ومن الذين يعرفون أخباره وأسراره، عن صيحة اليعقوباب: إن الشيخ قد دخل الجبل وأتى بالصيحة في الخلوة وهي مليئة بالشجن والدموع والأسرار وتسمى (صيحة اليعقوباب). فالأضرحة التي تحيط بقرية العمارة (الشيخ هجو) تزار على مدار العام منهم من يجي قاصداً التبرك والتماس الخير والبعض طالباً الاستشفاء وحتى الأطفال فإن يقينهم يؤكد لهم أن اللحظات التي يقضونها تستحق المتابعة والتأمل. وهناك من قدم من أرض كردفان إلى هذا المقام تتقدمهم أصوات التهليل والذكر. وأضرحة الأولياء غير أنها مزار يقصد فهي أيضاً بها منافع للكثيرين قدموا من مختلف المناطق حاملين أمتعتهم ملتمسين التجارة في هذه البقاع. حدث عظيم اشتهرت الطرق الصوفية بالترابط والتواصل وتنظيم والزيارات في ما بينها.. سياحة روحية بخلاوي اليعقوباب بولاية سنار نشاهد من خلالها أناشيد وذكراً ومدائح في محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. والدخول إلى قرية العمارة (الشيخ هجو) باعبتارها واحدة من قرى اليعقوباب يدرك الزائر ومنذ الوهلة الأولى أن ثمة حدثاً عظيماً تنتظره القرية فإعداد الطعام بكميات كبيرة ينبئ بكثرة القادمين إلى أرض اليعقوباب. والكثير من الضيوف أكدوا لبرنامج (كامير الشروق)، أنهم قادمون من شمال كردفان والخرطوم وأمدرمان والنيل الأبيض وبعض قرى ولايتي الجزيرة وسنار ويقدر عددهم ب(6) آلاف زائر وجهتهم قرية العمارة الشيخ هجو وتجي إلى مسيد الشيخ هجو ويتم الاستقبال عن طريق التماسك في دائرة كبيرة تعلوها أصوات الذكر و(الصيحة). لقاء الأحباب " ضيوف أكدوا لبرنامج كامير الشروق أنهم قادمون من شمال كردفان والخرطوم وأمدرمان والنيل الأبيض وبعض قرى ولايتي الجزيرة وسنار ويقدر عددهم ب(6) آلاف زائر وجهتهم قرية العمارة الشيخ هجو " وأخيراً وصل الجميع وكان في انتظارهم أهل الذكر والمكان في لقاء يسمى (لقاء الأحباب في الله) في لوحة يقول منشد المسيد فيها: "وصوتك المنهال شلالاً من النشيد.. فوق ذا وذاك هي الضلوع واجفة.. كأنها تغالب الشجون حين عبّر الكلام".. لحظات يكاد الشعور فيها أن ينطق بأنه غير مصدق للحظة الحضور وفيه هالة من التقدير والجلال والأصوات مرتفعة بالتهليل والتكبير. ومن المشاهد التي تأخد الألباب ويلحظها الزائر أن في بعض المناطق من المسيد يجتمع الكثير من الزوار لسماع المديح النبوي في لوحة تعكس مجتمع الحب والفضيلة والسلام وكأنهم يرنون إلى مدينة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فيصبح واقعهم كواقعه، يتنسمون القرآن ويلبون النداء. واليعقوباب ما زالوا يحافظون على نهج أجدادهم في رعاية الخلاوي ونشر القرآن الكريم ومن يذكرونهم بالخير في المسيد أمثال برير ود الحسين, والنور ود عربي, ومحمد ود هاشم. ولا يبارح المرء ديار اليعقوباب حتى ينعم بالاستماع إلى شدوهم ومديحهم في جلساتهم في مسيدهم العامر.