قال النائب الأول للرئيس السوداني الفريق أول ركن بكري حسن صالح، إن كثرة الحديث والتنظير عن ظاهرة الإرهاب وسبل مكافحته لم ينتج عنه إلا حصد المزيد من الموت، معتبراً أن مواجهة الظاهرة تتطلب من الجميع القيام بمسؤولياتهم. وأكد صالح لدى مخاطبته الورشة العربية لدور الإعلام في مكافحة الإرهاب التي انطلقت في قاعة الصداقة بالخرطوم يوم الخميس وتستمر ليومين، أن استضافة السودان للورشة التي تنظمها جامعة الدول العربية أتت متزامنة مع جهوده الدؤوبة بحثاً عن ترسيخ عرى الأمن والاستقرار في أراضيه ودول الجوار من الأشقاء والأصدقاء. وشدد على أن انعقاد هذه الورشة يفتح باباً للأمل والرجاء لإمكانية وضع استراتيجية تمتاز بروح الجدية، وإمكانية نقل الرؤى من حيز القول إلى الفعل. الإرهاب والموت " النائب الأول يقول أن دور الإعلام له من الأهمية ما يوازي سطوة الإرهاب وهيمنته على أجواء النشاط الإنساني في عالم اليوم وإجباره للمجتمع الدولي على توجيه الكثير من الموارد لمجابهة الإرهاب في حرب طويلة "ولفت صالح إلى أن كثرة الحديث والتنظير عن الإرهاب وسبل مكافحته لم ينتج عنه إلا أن حصد الناس المزيد من الإرهاب والموت. وقال إن تركيز الورشة على دور الإعلام في مكافحة الإرهاب يمثل إشارة بليغة لدور الإعلام وأثره الحاسم في مواجهة الظاهرة. وشدد على أن دور الإعلام له من الأهمية ما يوازي سطوة الإرهاب وهيمنته على أجواء النشاط الإنساني في عالم اليوم وإجباره للمجتمع الدولي على توجيه الكثير من الموارد لمجابهة الإرهاب في حرب طويلة. وقال النائب الأول للرئيس السوداني، إن مجابهة الإرهاب تتطلب من الجميع الاضطلاع بدورهم ومسؤولياتهم في الإسهام بالحلول الناجعة لإسكات صوت الترهيب ونشر قيم الخير إخاءً وعدالة ومساواة. الفئات الباغية وفي السياق قال رئيس مجمع الفقة الإسلامي السوداني د.عصام أحمد البشير خلال مخاطبته فاتحة أعمال المؤتمر، إن الإرهاب الحقيقي هو الذي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني ومايقع في اليمن وسوريا والعراق من بعض الفئات الباغية. ودعا إلى تبني تعريف مجمع الفقه الإسلامي العالمي للإرهاب بأنه العدوان الذي تمارسه الجماعات والأفراد والدول على الإنسان في عرضه ونفسه ودينه وماله. ورأى أن أسباب الإرهاب تتمثل في الفهم الخاطئ للمفاهيم الشرعية والانحراف، مشيراً إلى أهمية فهم الدين على الوسطية. وقال إن هناك 145 قراراً صدرت من الأممالمتحدة تدين عدوان الكيان الصهيوني على المسلمين في فلسطين لكن لم ينفذ منها قرار واحد. وحث البشير جامعة الدول العربية لإصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلى الرموز والإسلام، داعياً الشيوخ إلى الاقتراب من الشباب وفهم إشكالياتهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم. الأحكام الشرعية ودعا البشير الشباب إلى أخذ الأحكام الشرعية من الشيوخ والعلماء، مطالباً الحكومات بتحقيق العدل والتراضي وإشاعة الحريات. ومن جانبه، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، إن الملتقى العربي حول ظاهرة الإرهاب يشكل فرصة مهمة لوضع الرؤى والتدابير والإجراءات لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف والغلو. وأكد السفير خلال مخاطبته الملتقى، أن مواجهة الإرهاب تتطلب تجفيف مستنقعاته الفكرية والمادية ووضع الأزمات والنزاعات على طريق الحل السياسي والحوار الوطني. وأعرب السفير بن حلي عن أمله بأن يخرج الملتقى بتوصيات مهمة تركز على التدابير والإجراءات لوضع الأطر العربية محل التطبيق والتنفيذ من أجل اجتثاث آفة الإرهاب الهدامة التي أصبحت تهدد أسس الدولة الوطنية وتسيء إلى النسيج الاجتماعي العربي.