سؤال يطرح نفسه فى إلحاح لجوج , ما السبب الذى يجعلنى أن أكون إرهابيا ؟ كما هو نفس السؤال الذى يمكن أن أطرحه على نفسى أيضا ما السبب الذى يجعلنى أن أكون مجرما ؟ فالجريمة الإرهابية والجريمة الجنائية السياسية واحدة من ناحية تبييت القصد و الفعل الجنائى .. رغم إختلاف الأدوات والبيئات والنتائج .. وما ينتج من إرتكابهما من أذى للآخرين , وإنفعالات نفسية بالنسبة للفاعلين .. وما يجب أن نجده كباحثين وكتاب وليس رجال امن أو إستخبارات وقيادات شرطة الدوافع ما وراء إرتكاب الفعلين الجنائيين ؟ الإرهاب والجريمة كظاهرتين تجاوزتا حتى أطرهما الإجتماعية وقفزتا إلى آماد ابعد وهما كما هو معلوم ظاهرتين قديمتين قدم الإنسانية ذاته . عليه ملزمين فى هذا البحث بإيجاد الاتى : - تعريف ظاهرة الإرهاب - التعريف الدولى للإرهاب - تعريف الإرهاب السياسى - الجريمة الإرهابية - أسباب الإرهاب - الإرهاب المعلوماتى - هل يوجد إرهاب فى السودان ؟ - أسباب تنامى ظاهرة الإرهاب أولا : الإرهاب لغة : جاء في لسان العرب في مادة (رهب) وأرهبه ورهبة واسترهبه. اخافه وافزعه اما في القران الكريم فانها وردت بمعنيين. الاول : بمعنى الخشية وتقوى الله سبحانه وتعالى ( يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واوفوا بعهدي اوفي بعهدكم وأياي فأرهبون) " 1 " الثاني : بمعنى الرعب والخوف (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بهم عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) 2.. وقد اقر المجمع اللغوي كلمة ارهاب ككلمة حديثة في اللغة العربية واساسها وقد اطلق في معجمه الوسيط على الارهابين انه وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والارهاب لتحقيق اهدافهم السياسية . " 1 " سورة البقرة الاية 40 " 2 " سورة الانفال الاية 60 ______________________________ التعريف الفقهى للإرهاب : حتى الان لم يتوصل الفقه الى تعريف مانع وجامع لجميع انواع الارهاب وصوره ويرجع ذلك الى تعدد الاتجاهات السياسية التي تتدخل لوصف الفعل فما تعتبره الاتجاهات السياسية عمل ارهابي تعتبره اتجاهات اخرى عمل تحرري. ومع ذلك بذلت جهود كبيرة سواء من الفقهاء او الاكادميين او المنظمات والمؤتمرات الدولية . ___________________________ وأيضا يعرف الإرهاب إصطلاحا على أنه : " الترويع وإفقاد الأمن بمعناه الأوسع بهدف تحقيق منافع معينة " .. و التعريف يمكن أن ندخل فيه جرائم الحرابة أو الجريمة الإرهابية العادية التى تحدث فى كثير من المجتمعات مثل جرائم السطو والسرقات تحت تهديد السلاح إلخ أبيض أو خلافه إلا أنه فى الغالب الأعم تكون بالسلاح الأبيض . _______________________________ ثانيا : التعريف الدولى للإرهاب : ويعرّف الإرهاب دوليا على أنه : " إعتداء يصل إلى حد العمل الإجرامى ولكن المستهدف بهذا الإرهاب وطبيعته السياسية هو الذى يفرق فى الطبيعة القانونية لهذا العمل بين الجريمة السياسية والجريمة الإرهابية " .. التعريف يباعد ما بين الإعتداء والعمل الإجرامى فى رأيئ فالإعتداء أيا كان شكله يعتبر إرهاب , لتوفر ركنين أساسيين للإرهاب وهى تبييت القصد "النية " ثم الفعل الجنائى .. كما أن إضفاء البعد السياسى للإرهاب فى هذا التعريف ساعد فى عدم إيجاد تعريف دقيق له . . لأن المشاكل والصراعات السياسية كثيرة ومعقدة مما يدخل التعريف فى الكثير من المغالطات ويوفر له الكثير من الثغرات القانونية لفضفاضيته . ------------------------------------------------------- ومن جهة أخرى يعرف علم الإجتماع السياسى الإرهاب بانه : " كل تصرف أو سلوك بشرى ينزع إلى إ ستخدام قدر من القوة القسرية بما فى ذلك الإكراه والأذى الجسدى والإستخدام غير المشروع للسلاح ولتقنيات التعذيب التقليدية والحديثة المخالفة لحقوق الإنسان الأساسية التى أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية فى التعامل مع إدارة العلاقات الإنسانية بما فى ذلك الإختلافات فى المجالات الثقافية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية بهدف تحقيق غايات فى تلك المجالات تتراوح بين الإخضاع والضغط والتعديل والتهميش " الإقصاء " وقد يطال آخرين غير مستهدفين , هذا السلوك البشرى القسرى غير السلمى يحدث بين الأفراد أو الجماعات أو السلطات بعضها تجاه بعض داخل مجتمع معين أو بين مجتمعات معينة وعناصر معينة .. ويتولد أساسا من تقاطع أو تداخل أو تضافر عناصر من بيئات مختلفة " .. تعريف الارهاب في الاتفاقيات الدولية : أ. تعريف اتفاقية جنيف 1937. عرفت المادة الاولى من الاتفاقية في فقرتها الثانية بان (اعمال الارهاب) تعني (الاعمال الاجرامية الموجهة ضد دولة تهدف او تخطط الى احداث حالة من الرعب في افكار اشخاص معنيين او مجموعة من الناس او لدى العامة) " 1 " .. ب. تعريف المؤتمر الثالث لتوحيد قانون العقوبات الذي انعقد تحت اشراف الجمعية الدولية لقانون العقوبات في بروكسل عام 1930. عرف هذا المؤتمر الارهاب الدولي على انه ( هو استخدام متعمد للوسائل القادرة على ايجاد اداة لارتكاب فعل يعرض حياة الافراد ايا كان عددهم وايا كانت جنسياتهم او جنسهم للخطر والدمار كما يهدد صحتهم وسلامتهم بصفة عامة كما يدمر الممتلكانت المادية محدثا خسائر فادحة)(2). ج. تعريف لجنة الارهاب الدولي التابعة للامم المتحدة عند وضعها مشروع اتفاقية موحدة بشأن اجراءات مواجهة الارهاب الدولي عام 1980 ذكرت (يعد الارهاب الدولي عملا من اعمال العنف الخطيرة او التهديد به يصدر من فرد او جماعة سواء كان يعمل بمفرده او بالاشتراك مع افراد اخرين وموجه ضد اشخاص او منظمات او المواقع الحكومية او الدبلوماسية او وسائل النقل والمواصلات او الجمهور العامدون تميز للون او جنس او جنسية بقصد تهديد هولاء الاشخاص او التسبب في اصابتهم او موتهم او التسبب في الحاق الخسارة بهم)(3) مفهوم الإرهاب في الإتفاقية العربية: لقد نصت المادة الأولى من الإتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب في بندها الأول: على تعريف الإرهاب بأنه : (كل فعل من أعمال العنف أو التهديد أيا كانت بواعثه و أغراضه، يقع تنفيذا لشروع إجرامي فردي أو جماعي، و يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم، أو تعريض حياتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو احتلالها أو الإستيلاء عليها و تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر) ____________________ ( 1 ) د محمد تاج الدين الحسيني ، مساهمة في فهم ظاهرة الارهاب الدولي ، الرباط عام 1990 ، ص24 (2) الدكتور مسعد عبد الرحمن زيدان قاسم ، الارهاب في ضوء القانون الدولي ،دار الكتب القانونية ، مصر ، 2007، ص 36 ( 3 ) لواء دكتور حسنين المحمدي بوادي , الارهاب الدولي تجريما ومكافحة, دار المطبوعات الجامعية , الاسكندرية ص 47 _____________________ رابعا : الجريمة الإرهابية : تعرف الجريمة الإرهابية بأن ( كل شخص يقوم بظروف غير مشروعة بقتل شخص اخر او احداث ضرر بدني اخر له او يقوم باختطافه او يحاول إرتكاب هذا الفعل فانه يرتكب جريمة ) المصدر 1 ________________________ عناصرالجريمة الإرهابية : " 1 " الركن الشرعي : فيما يتعلق بالركن الشرعي أصبح من القواعد الثابتة في التشريع الجنائي الحديث لا جريمة ولا عقوبة الا بنص ، فالمشرع وحده هو من يملك بيان الأفعال المعاقب عليها وتحديد العقوبات التي توقع على مرتكبيها ومقتضى ذلك ان جميع القواعد والنصوص التي تتناول التجريم والعقاب يلزم ان تكون من صنع السلطة التشريعية في الدولة . إن وصف أي فعل بأنه جريمة إرهابية لابد من النص على تجريمه بموجب قانون أو قرارله قوة القانون وهذا ما يسمى بمبدأ المشروعية أو قاعدة لاجريمة ولا عقوبة الا بنص القانون الجزائي يشمل قانون العقوبات والقوانين المكملة له والقوانين الجزائية الخاصة . وبالتالي يحدد في كل نص الشروط التي يتطلبها في الفعل كي يخضع لهذا النص ويستمد منه الصفة غير المشروعة ويحدد العقوبة المقررة لهذا الفعل، لذا فان القاضي لا يستطيع أن يعدٌُ فعلاً معنياً جريمة إلا إذا وجد نصاً يجرم هذا الفعل، فإذا لم يجد مثل هذا النص فلا سبيل إلى عد الفعل جريمة، ولو اقتنع بأنه مناقض للعدالة أو الأخلاق أو الدين . " 2 " الركن المادي : ان قانون مكافحة الارهاب يتطلب ان يكون هناك عمل اجرامي بمعنى ان يكون الفعل قد نص على تجريمه والعقاب عليه في قانون الداخلي او الخارجي وعلى الرغم من ان التعريف الوارد في هذا القانون لا يشير صراحة الى الوسائل المستخدمة في الفعل الاجرامي . " 3 " الركن المعنوي : فينصرف الى القصد الجنائي الخاص الذي يميز العمل الارهابي وطبقا للقانون فان العمل الاجرامي لكي يدخل في عداد الارهاب يجب ان ينصرف الى تحقيق نتيجة معينة. وهي الاخلال بالوضع الامني او الاستقرار والوحدة الوطنية او ادخال الرعب او الخوف والفزع بين الناس . ( * ) ( * ) ( 1 ) القاضي سالم روضان الموسوي ، تعريف الجريمة الارهابية ، ص 22 خامسا : أسباب الإرهاب : وبالنظر لتعدد المداخل التى يمكن من خلالها معرفة وتشخيص ظاهرة الإرهاب , يمكن الإشارة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1972 م كانت قد شكلت لجنة متخصصة لدراسة الدوافع والأسباب التى تقف وراء شيوع ظاهرة الإرهاب إقتصاديا على المستوى الخارجى , حيث جاء تشخيصها للأسباب الإقتصادية والإجتماعية كما يلى : 1 - استمرار وجود نظام اقتصادي دولي جائر يمكن أن يقود إلى خلق حالة من الغضب والعداء المستمر بين مختلف شعوب العالم. 2- الاستغلال الاجنبي للموارد الطبيعية الوطنية والذي يمكن أن ينتج بفعل ظاهرة التبعية. 3- تدمير ما لدى بعض البلدان من سكان وأحياء ووسائط نقل وهياكل اقتصادية. 4- الظلم والاستغلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي 5- الفقر والجوع والشقاء وخيبة الأمل أو الاحباط. 6- تدهور البيئة الاقتصادية الدولية وهيمنة الدول الكبرى على الاقتصاد العالمي. هذه العوامل مجتمعة تشكل محور أسباب انتشار ظاهرة الإرهاب عالميا ومن الطبيعي بحث وتفحص عوامل أخرى تقف وراء هذه الظاهرة. أبرزها حالات التنافس والصراع الذي تشهده الساحة السياسية الدولية، فقد أكدت الأحداث أن التطور اللامتكافئ بين الدول المتقدمة والدول التي تسعى إلى النمو وما تمثله ظاهرة التبعية المتسمة بسيطرة الدول المتقدمة وانتشار الانماط والاساليب المتعددة للجريمة المنظمة والتي تعتبر نتيجة تمرد على الواقع المعاش باتساع تلك الهوة بين عالم الشمال المتطور والجنوب الساعي إلى التطور، أدت إلى بروز أساليب متعددة لارتكاب أعمال إرهابية تعبر عن حالة الرف تبعية وللاستعمار والاستغلال على المستوى الدولي. يضاف إلى تلك العوامل الخارجية المتمثلة بسياسات الدول المتقدمة، السياسات المتبعة من قبل المؤسسات المالية الدولية وبالذات صندوق النقد والبنك الدوليين عبر برامجهما المتمثلة بالإصلاح الاقتصادي والتكييف الهيكلي المشروطة باتباع سياسات معينة من قبل البلدان المطبقة لتلك البرامج، إذ إن تطبيق هذه البلدان لتلك البرامج قد أدى إلى سوء توزيع الدخل وتدهور القدرة الشرائية واتساع رقعة الفقر والتهميش هذا فضلا عن تجلي انتهاكات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في النمو الكبير الذي حدث في أرقام البطالة إلى جانب تخلي الدولة عن الالتزام بتعيين خريجي المعاهد والجامعات التي تولد معها ارتفاع في معدلات الجريمة والإرهاب في تلك الدول، ذلك انه كلما زادت فترة بطالة الفرد زادت احتمالات انجرافه بسبب تردي أحواله النفسية والاجتماعية والاقتصادية. بالنظر إلى اسباب الإرهاب الدولى عاليه يمكننا أن نسأل : سادسا : هل يوجد إرهاب فى السودان ؟ من العسير الإجابة على هذا التساؤل الذى يثير الكثير من علامات الإستفهام نسبة لتناول الإعلام له فى صورة أشبه بالترويج لمادة الإرهاب فى الأجهزة الإعلامية , كما أن هناك بعض القوى السياسية تتبنى إعلاميا أعمال إرهابية بسيطة حتى ولو لم تكن لها بها صلة , لكسب مساحة إعلامية أكبر فى الداخل والخارج لإرهاب منافسيها الأقرب رغم خطورة هذا الإسلوب فى الإستمرار فى السلطة , لكن من المشكوك فيه ان يكون فى السودان إرهاب بالمعنى المتعارف عليه وحسبما وصفته الأممالمتحدة وتعريف المؤتمرات الدولية له , عدا تلك التنظيمات الإجرامية الصغيرة وهى لاترقى حتى لمستوى تنظيمات وهى قديمة , ولاإعتقد انهم يقبلوا تسييس جرائمهم الإرهابية الصغيرة خاصتهم لأن ذلك ببساطة سيجرهم إلى مآلات لايستطيعونها وستجرهم أيضا إلى دوائر الأضواء المحلية والعالمية كما حدث فى كثير من الدول العربية والأفريقية وهو ما لايحبذونه والتى قد تجعلهم فى مصاف القيادات السياسية وهذا يتطلب وضعيات جديدة وحسابات أخرى لاتمت لهم بصلة . كما أنه توجد حقيقة هامة وهى ان الجريمة الإرهابية فى السودان ليست من النوع الذى يعمل على الاخلال بالوضع الامني او الاستقرار اوالوحدة الوطنية او ادخال الرعب او الخوف والفزع بين الناس إلا فى مساحة ضيقة تعد مسرح الجريمة الإرهابية الذى سرعان ما تسرع الشرطة السودانية فى محاصرته وحسم الأمر وتعقب الجناة . فمن الضرورى هنا أن نفرق بين إرهاب الأفراد وإرهاب الدولة . .. أما التنظيمات المسماة إرهابية فى الجامعات والمعاهد العليا ليست إرهابية لذاك الحد المضخم الذى تروج له جهات ذات أغراض والتى قد تستفيد من هذه الدعاية الرخيصة تنفيذا لأجندة خارجية , بل هى تقع تحت طائلة غسل الأدمغة وذلك عن طريق إستغلال ظروف معينة ليس من بينها الفقر بأية حال بل قد يكون نوع من الترف والظهور , و ترتكز فى الغالب الأعم على دراسة الحالة النفسية الفردية للشخص المستهدف , وبتقصى تاريخه الجينى منذ ولادته لتحديد ميولاته ومشاعره وما إذا كان من قبيلة كبيرة أم لا ؟ وهكذا .. كما يوظفون له الكثير من العلاقات الوهمية لمعرفة إتجاهات أفكاره يعنى المسألة من ناحية علمية ليست بهذه السهولة التى يتناوله بها الكثيرين , أو بإثرائه ثراء ظاهريا يتعلق بالشخص المستهدف بالعمليات الإرهابية دون أن يكون لهذا الثراء وجود فى اصل عائلته ويدفعونه للصرف البذخى على الكثير من مظاهر حياته مما يكبله بقيد الديون الثقيلة , وبديهية العجز عن السداد الوهمى مثل الدين ذاته مما يقوده للاذعان فى تنفيذ المهام التى تووكل إليه لاحقا او ارساله الى السجن .. على الرغم من فردية هذا التوجه إلا أنه قد يسبب فى المستقبل القريب مع سرعة تنامى ظاهرة التطرف والإرهاب وعجز الكثير من الأنظمة فى إيجاد قوة حاسمة له الكثير من المشاكل الأمنية .. إلا أن هذا لايمنع من أن نتعامل مع هذه الظاهرة بكل جدية وحسم ومعالجتها المعالجة العلمية الناجعة , لأننا نعلم أنها لايمكن ان تكون إلا تغريرا بالشباب المملؤ بالطموح والعزيمة , إستغلالا للفراغات الذهنية والنفسية الحادة التى يخلفها إدمان تعاملهم مع عالم الوسائط الإلكترونية الإفتراضى كالواتساب والكمبيوتر والآيباد والأتكواد إلخ .. التى تؤسس لمجتمعات إفتراضية وهمية فى الغالب يعيش فى دواخلها الشباب دو مؤثرات ثقافية جانبية تساعدهم فى التعامل والتغلب على هذا الشعور العاطفى النبيل السالب , حيث تنتهى هذه العاطفة بقطع الإتصال مما يخلف نتؤات نفسية وحنين مبهم فى أفئدة الشباب وحنين , الذى بدوره يهئ أذهان الشباب للغزو الثقافى والفكرى والتطرف وإدخال المعتقدات السالبة . فضلا عن ضغط الإشعاعات التى ترسلها هذه الأجهزة فى وجوه وأدمغة الشباب من الجنسين التى تحمل الكثير من الأمراض الذهانية . . سابعا : أسباب تنامى ظاهرة الإرهاب : هناك أسباب كثيرة ساعدت فى انتشار ظاهرة الإرهاب عالميا ومن الطبيعي بحث وتفحص عوامل أخرى تقف وراء هذه الظاهرة. أبرزها حالات التنافس والصراع الذي تشهده الساحة السياسية الدولية، فقد أكدت الأحداث أن التطور اللامتكافئ بين الدول المتقدمة والدول التي تسعى إلى النمو وما تمثله ظاهرة التبعية المتسمة بسيطرة الدول المتقدمة وانتشار الانماط والاساليب المتعددة للجريمة المنظمة والتي تعتبر نتيجة تمرد على الواقع المعاش باتساع تلك الهوة بين عالم الشمال المتطور والجنوب الساعي إلى التطور، أدت إلى بروز أساليب متعددة لارتكاب أعمال إرهابية تعبر عن حالة الرفض للتبعية وللاستعمار والاستغلال على المستوى الدولي. يضاف إلى تلك العوامل الخارجية المتمثلة بسياسات الدول المتقدمة، السياسات المتبعة من قبل المؤسسات المالية الدولية وبالذات صندوق النقد والبنك الدوليين عبر برامجهما المتمثلة بالإصلاح الاقتصادي والتكييف الهيكلي المشروطة باتباع سياسات معينة من قبل البلدان المطبقة لتلك البرامج، إذ إن تطبيق هذه البلدان لتلك البرامج قد أدى إلى سوء توزيع الدخل وتدهور القدرة الشرائية واتساع رقعة الفقر والتهميش هذا فضلا عن تجلي انتهاكات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في النمو الكبير الذي حدث في أرقام البطالة إلى جانب تخلي الدولة عن الالتزام بتعيين خريجي المعاهد والجامعات التي تولد معها ارتفاع في معدلات الجريمة والإرهاب في تلك الدول، ذلك انه كلما زادت فترة بطالة الفرد زادت احتمالات انجرافه بسبب تردي أحواله النفسية والاجتماعية والاقتصادية. [email protected]