بدأ البريطانيون الخميس الإدلاء بأصواتهم في انتخابات من المتوقع أن تجيء نتائجها متقاربة بدرجة لم تحدث منذ العام 1992 مع سعي حزب المحافظين المعارض إلى تحويل التقدم الذي تظهره استطلاعات الرأي إلى فوز بأغلبية صريحة. وشهد حزب المحافظين المعارض وهو حزب يمين وسط يتزعمه ديفيد كاميرون وهو رئيس تنفيذي سابق للعلاقات العامة، تراجعاً في نسبة التأييد التي يتمتع بها في استطلاعات الرأي مع بدء العام الجديد، مع رفض من الناخبين البريطانيين فيما يبدو لتبني دعوة الحزب إلى التغيير بعد 13 عاماً من حكم حزب العمال وهو حزب يسار وسط. وسيكون على المحك في هذه الانتخابات الاقتصاد البريطاني وقدرته على الخروج من حالة الكساد وكيف ستخفض الحكومة الجديدة عجزاً هائلاً في الميزانية لإبطاء زيادة متنامية في الدين العام. شلل سياسي " حزب العمال يتولى السلطة منذ العام 1997 لكنه عانى بسبب حالة الركود الاقتصادي وغضب المواطنين إزاء فضيحة متعلقة بمصروفات برلمانية طالت كل الأحزاب الرئيسة " وتريد الأسواق نتائج واضحة من الانتخابات وتخشى من أن يؤدي أي جمود إلى إصابة البلاد بشلل سياسي، مما يعطل جهود معالجة العجز الذي زاد على 11 في المائة من إجمالي الناتج المحلي. وما عقد من المعادلة صعود التأييد لحزب الديمقراطيين الأحرار وهو حزب وسط اكتسب نشاطاً وقوة من الأداء القوي الذي ظهر به زعيمه نيك كليج في المناظرات التلفزيونية والذي يتشارك مع كاميرون في صغر سنه النسبي ويسر أسلوبه. والنتيجة المرجحة هي "برلمان معلق" لا يفوز فيه أي حزب بأغلبية مطلقة في المجلس المكون من 650 مقعداً. ولم تشهد بريطانيا مثل هذا النوع من الانتخابات غير الحاسمة منذ العام 1974 وهي غير معتادة على الائتلافات التي يشيع تشكيلها في دول أوروبية أخرى. ويتولى حزب العمال السلطة منذ العام 1997 لكنه عانى بسبب حالة الركود الاقتصادي وغضب المواطنين إزاء فضيحة متعلقة بمصروفات برلمانية طالت كل الأحزاب الرئيسة.