كيف ينظر الإسرائيليون إلى الانتخابات العامة في بريطانيا المقرر إجراؤها في 6 مايو الجاري، وقبل أن نجيب، نذكر أن إسرائيل منذ قيامها عام 1948م تعاملت مع حزبي العمال والمحافظين اللذين انفردا بحكم بريطانيا منذ ذلك التاريخ بل إنهما ظلا يحكمان بريطانيا منذ عام 1924م. وعندما صدر وعد بلفور عام 1917م كانت الحكومة البريطانية مؤلفة من حزبي الأحرار والمحافظين وكان رئيس الوزراء هو لويد جورج زعيم حزب الأحرار وكان وزير الخارجية هو آرثر جيمس بلفور زعيم المحافظين وصاحب الوعد الشهير، وهو إعلان ولا نعرف لماذا سماه العرب وعداً؟!. ويقولون إن التنبؤ بنتيجة الانتخابات البريطانية المزمع إجراؤها في الساعات القليلة القادمة مستحيل، ففي الماضي القريب كان هناك احتمالان فقط.. إما أن يفوز المحافظون أو العمال. وقد يحصل أو أنه من شبه المؤكد أن يحصل هذان الحزبان على أكبر عدد من المقاعد في مجلس العموم إلا أن أياً منهما يبقى عاجزاً عن أن يشكل الحكومة بمفرده. والسبب هو أن الحزب الثالث الذي كان اسمه حتى عام 1988م حزب الأحرار ثم اندمج في نفس السنة مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي المنشق من حزب العمال ليصبح اسمه حزب الديمقراطيين الأحرار أصبح على درجة عالية من القوة، ولقد عززت هذه القوة الشعبية المفاجئة التي حُظي بها زعيمه الشاب نك كليج. وترى جريدة (هآرتز) الإسرائيلية أن سياسات الديمقراطيين الأحرار الاقتصادية تأتي في مرحلة وسطى بين سياسات حزبي العمال والمحافظين، ومواقفهم في السياسة الخارجية متميزة أو مختلفة عن سياسات الحزبين الكبيرين العمال والمحافظين. إن الديمقراطيين الأحرار يعتزون بأنهم بعكس الحزبين الكبيرين عارضوا الحرب على العراق عام 2003م وقد عارض زعيمهم كليج تجديد برنامج الدفاع النووي البريطاني (ترايدنت) ووصفه بأنه إجراء غير مواكب يرجع إلى أيام الحرب الباردة. ويدعو كليج إلى الابتعاد عن الاعتماد الأكثر من اللازم على البيت الأبيض وإقامة علاقة عملية مع أوروبا. وقال كليج في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي: (إننا لا نستطيع أن نسمح بإنفراد الولاياتالمتحدة بالنفوذ والتأثير في الشرق الأوسط). ويختلف موقف كليج من إسرائيل عن موقفي رئيس الوزراء براون وزعيم المعارضة كاميرون فقد اقترح أيام الحرب على غزة عام 2006م أن تحظر بريطانيا والاتحاد الأوروبي تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. وقد حثّ كليج الاتحاد الأوروبي على أن يضغط اقتصادياً على إسرائيل. وهي أخبار سارة للجانب الفلسطيني. لكن الأرجح هو أن كليج لن يستطيع بهذه الانتخابات أن يصبح رئيساً للوزراء وقصارى ما يمكن أن يصل إليه شريكاً أصغر في حكومة يهيمن عليها المحافظون أو العمال وهو أن يصبح وزيراً للخارجية.