أدى رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، يوم الجمعة، واجب العزاء في شهداء حادثة مركب كبنة بمحلية البحيرة بولاية نهر النيل، وتعهد بتنفيذ كل مشروعات الخيار المحلي للمناصير المتأثرين بقيام سد مروي، معلناً صدور خطابات الضمان الخاصة بالمشاريع. وشهدت محلية البحيرة بولاية نهر النيل، صباح الأربعاء الماضي، حادثة مأساوية، حيث توفي 22 طالباً وطالبة غرقاً جراء غرق مركب كانت تقلهم من منطقة الكنيس بالوحدة الإدارية بكبنة، متوجهة نحو مدارس كبنة الأساسية. وأعلن والي نهر النيل الحداد في الولاية لعشرة أيام. وقال البشير في حديث لذوي الشهداء، والحضور من كل القرى بموقع الحادثة وانتشال الجثث، حيث أدى صلاة الجمعة هناك، إن المصاب جلل وهو مصاب وحزن لجميع أهل السودان. وأضاف، "أتينا معزين مثل كل سوداني أحزنه هذا المصاب الجلل، وأتينا كذلك لننقل لكم تعازي أهلكم الذين لم تمكنهم ظروفهم من المجيء إليكم". الخيار المحلي وأكد البشير، وقوفه مع الخيار المحلي للمناصير المتأثرين بقيام سد مروي، معلناً موافقته على تنفيذ كل المشروعات التي تضمنها، مؤكداً صدور خطابات الضمان للبدء في تنفيذها. ووجه ببناء مدرسة نموذجية مختلطة في القرية تحمل اسم شهداء البحيرة تخليداً لذكرى الأطفال ضحايا الحادث، واقترح تسمية قرية الكنيس باسم قرية الشهداء. وأعلن البشير، تكفّل رئاسة الجمهورية بتكلفة عمرة محرّم المقبل لآباء وأمهات الشهداء، بينما أعلن والي نهر النيل تكفّل حكومة الولاية بقيمة الحج عن آباء وأمهات الشهداء الحج القادم. وقال البشير، إن الأطفال مستقبلنا وموت أي طفل يهز كل أهل السودان، فكيف بهذا العدد الكبير من فلذات أكبادنا الذين اهتز لموتهم الناس في كل بقاع السودان. وأثنى على صبر أسر الشهداء وأهلهم، وقال "لقد صبرتم صبر الجبل وأنتم أهله ورضيتم بقضاء الله وقدره، ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم". دموع الرجال من جهته أعلن ممثل أسر الشهداء، عبدالرحيم البصير، ترحيبهم برئيس الجمهورية، كمعزٍّ سوداني وابن بلد أصيل، وقال إن زيارته تحمل معاني ودلالات عميقة، مضيفاً أن زيارة البشير، والوفد التنفيذي المرافق وتوافد جميع أهل المنطقة وتعاطف جميع أهل السودان خففت كثيراً من الفاجعة. وقال البصير "لم تبكنا المصيبة ولكن أبكتنا دموع الرجال الذين جاءوا ليتقاسموا معنا الحزن". وأكد أن رئاسة الجمهورية ومؤسسات الدولة والمنظمات الحيوية كانت حاضرة منذ وقوع الحادث، وظلت مرابطة في موقع الحادث تخفف المصيبة وتساعد في انتشال الجثث. بدوره، رحب والي نهر النيل، حاتم الوسيلة، بزيارة الرئيس ومواساته لأسر الشهداء، وقال إن أثر الزيارة عميق لأنها دخلت قلب كل شخص في المنطقة وخففت كثيراً من حزن أسر الشهداء. وضم الوفد المرافق لرئيس الجمهورية، وزير شؤون رئاسة الجمهورية، فضل عبدالله فضل، ووزير الداخلية، إبراهيم محمود، ووزير ديوان الحكم الاتحادي، حامد ممتاز، ووزير الدولة برئاسة الجمهورية، حاتم حسن بخيت، مدير عام مكاتب رئيس الجمهورية، ووالي الشمالية ياسر يوسف.