أظهرت إحصاءات صادرة عن الحكومة الهولندية أن التجارة العالمية تعاني في الآونة الأخيرة من انهيار هو الأسوأ من نوعه منذ الأزمة المالية، والذي يشبه في شدة انحداره الكساد "العظيم" الذي أصاب الاقتصاد العالمي في مطلع القرن الحالي. ووفقاً لمكتب "سي بي بي" الهولندي لتحليل السياسات الاقتصادية، فإن أحجام التجارة العالمية هبطت بنسبة 1.8% في ثلاثة أشهر حتى يناير الماضي، مقارنة بالأشهر الثلاثة التي سبقتها، حيث تواجه المصانع تراجعاً صناعياً عالمياً حاداً. وتعزو صحيفة تليغراف البريطانية التدهور الصناعي إلى جملة عوامل أدت إلى سوء الأوضاع، من بينها تباطؤ الاقتصاد الصيني، وركود صناعة السيارات، والشلل الناجم عن احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست). وتقول الصحيفة إن فقدان التجارة زخمها بشكل مفاجئ كان أشبه في حدته بما حدث عندما انخفضت أحجامها بنسبة وصلت إلى 2.2% في أعقاب فقاعة سوق أسهم الشركات التي تعتمد في عملياتها على الإنترنت والتكنولوجيا (ما تعرف اصطلاحاً بقاعة الدوت كوم) في 2001. والأسبوع الماضي، حذر صندوق النقد الدولي من أن التجارة العالمية "تباطأت بشكل حاد من الذروة التي بلغتها أواخر 2017"، حيث انخفضت توقعات نموها لعام 2019 للمرة الثالثة في ظرف ثلاثة أشهر.