بدأت أمس الإثنين في العاصمة القطرية الدوحة أعمال المنتدى التشاوري الثاني لمنظمات المجتمع المدني الدارفوري، بمشاركة وفدي الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة, ويحضر المنتدى ممثلو الوساطة القطرية المشتركة وممثلون للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والجامعة العربية. وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة قطر أحمد بن عبدالله آل محمود في الكلمة التي افتتح بها المؤتمر، على أن اتفاقيات السلام التي وقعت في الماضي كشفت عن أهمية البعد الشعبي الجماهيري في إنفاذ هذه الاتفاقيات، لافتاً إلى أن الجمهور العريض من أهل دارفور الذي لم يحمل السلاح، كان هدفاً مباشراً لكل ويلات الحرب وما تبعها من نزوح ولجوء، لكنهم مع ذلك كانوا أكثر صمتاً. وقدم مستشار رئيس الجمهورية مسؤول ملف دارفور د.غازي صلاح الدين، الشكر لحكومة قطر لجهودها لإحلال السلام بدارفور، مجدداً التزام الحكومة بالحل السلمي لأزمة دارفور وتمسكها بمنبر الدوحة منبراً وحيداً للتفاوض. وتطرق د. صلاح الدين إلى التحديات التي تواجه السودان، ومنها تقرير مصير جنوب السودان، وهو أمر قال إنه يحتم تسريع الخطى للوصول إلى اتفاق سلام في دارفور. رسالة من كي مون من جانبه، تلا الوسيط المشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة جبريل باسولي، رسالة موجهة إلى المؤتمر من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أكد فيها أهمية هذا الحدث في عملية سلام دارفور، وهنأ دولة قطر والوساطة وممثلي المجتمع المدني الدارفوري على المشاركة. وقال بان كي مون، إن المؤتمر يأتي ليؤكد التزام الجميع بالدور المركزي الذي يلعبه المجتمع المدني الدارفوري من قطاعات النساء والشباب والطلاب والمفكرين والنازحين، ومن هم في المهجر، في عملية السلام والإسهام فيها، وشدد على أن هذا الالتزام والصبر والحماس من شأنه أن يرسي السلام في دارفور ويدفع بهذه العملية ويسرع من وتيرتها بصورة جوهرية من أجل إيجاد تسوية، فضلاً عن تناول أسباب الصراع الكامنة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته، جميع أطراف النزاع إلى التفاوض في الدوحة للوصول إلى تسوية شاملة لأزمة دارفور، ودعا أيضاً الأطراف التي رفضت المشاركة في المفاوضات إلى المبادرة بالانضمام إليها من دون تردد أو مزيد تأخير. دعم لمسيرة الدوحة ممثل الأمين العام للجامعة العربية: نتفق تماما مع استراتيجية الوساطة المشتركة لسلام دارفور ونهجها في العمل من جهته، أكد ممثل الأمين العام للجامعة العربية سمير حسني عزم وتصميم الجامعة ودولها الأعضاء، على المضي قدماً في دعم ومساندة مسيرة الدوحة للسلام مع الشركاء في الاتحاد الأفريقي والوساطة المشتركة والأمم المتحدة. وقال حسني في كلمته، إن انطلاق المسيرة بهذا الشكل الشامل والجامع لمختلف أطياف المجتمع الدارفوري، يشكل علامة مهمة في تطورات مباحثات السلام، ويعكس جهوداً ضخمة بذلت واتصالات مكثفة أجريت تحت قيادة دولة قطر والوسيط الأممي والأفريقي المشترك. وأضاف ممثل الأمين العام أن الجامعة العربية تتفق تماماً مع استراتيجية الوساطة ونهجها في العمل بعد أن اتخذت خطوة مهمة مع جميع الحركات الدارفورية، وفتحت الباب للاستماع إلى رؤى المجتمع المدني الدارفوري باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من عملية السلام، معرباً عن ثقة الجامعة في تواصل هذه العملية التشاورية التي ستصب نتائجها في دفع مسيرة السلام وتسهيل تنفيذ ما تم التوصل إليه من اتفاقات.