يكشف الصحفي غريغ بلاست النقاب عن أكثر القصص الأمريكية فضائحية: كيف سرقت عائلة بوش الانتخابات الرئاسية 2004؟ وكيف انتزعت شركة إنرون الطاقة بواسطة الغش والخداع والكذب؟ هذا الكتاب (أفضل ديمقراطية يستطيع المال شراءها)، وهو مهم جداً لمن لا يؤمنون بأن الديمقراطية لا يمكن شراؤها. ويتضمن هذا الكتاب تقارير مذهلة ومحطمة للتماثيل, البنك الدولي, صندوق النقد الدولي, ومنظمة التجارة العالمية.. ويتناول الكتاب قصة الإكوادور التي تحولت من عضو في الأوبك وذات فوائض مالية إلى دولة مفلسة بفضل شروط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.. الكتاب (288 صفحة) صادر عن الدار العربية للعلوم بيروت في العام 2004 وقام بترجمته مركز الترجمة ببيروت ويحتوي على ستة فصول، بالإضافة إلى مقدمة . ويتحدث بالتفصيل عن سرقة الانتخابات الرئاسية الأمريكية من قبل عائلة بوش منذ العام ألفين وشراء الديمقراطية واحتيال كالفورنيا والعولمة وداخل أمريكا الشركاتية.. واقترح الكاتب أن يسمى هذا الكتاب (ما لم تقرأه في نيويورك تايمز) أو (ما لا يمكنك مشاهدته على محطة سي بي إس). وقد اقترحنا هنا تسميته (شراء الديمقراطية) التي تجاوزت هنا فضيحة فلوريدا إلى تحالف السياسة والمال من أجل الحصول على مزيد من السطة والثروة.. سرقة الديمقراطية هل يجب وضع الانتخابات الأمريكية تحت إشراف الأممالمتحدة؟ كان ذلك في الانتخابات الرئاسية 2004م، رغم أن الاتحاد الوطني لتطوير الملونين رفع دعوى بشأن انتهاك حقوق آلاف الملونين في انتخابات العام 2000 رغم أنهم لا يستطيعون تغيير النتيجة بل لحماية حقوقهم من السرقة في انتخابات العام 2002 و2004 . أكثر من 90000 ناخب في فلوريدا كلهم من السود ومعظمهم من الديمقراطيين تم شطبهم من السجلات ..كان يمكن أن يصوتوا لآل غور ..وكان ذلك كافياً لتغيير النتيجة و(تغيير التاريخ) ومع ذلك فقد تم شطب أكثر من 90000 في فلوريدا كلهم من السود ومعظمهم من الديمقراطيين كان يمكن أن يصوتوا لآل غور .. وكان ذلك كافياً لتغيير النتيجة و(تغيير التاريخ).. والأسباب هي ارتكاب جنح وليست جرائم، بعضها يعود للوراء لعشرين عاماً مثل القيادة تحت تأثير الخمر، مثل حاكمهم بوش تماماً، وبعضها يعود للمستقبل في العام 2007م وقد استخدمت ملهاة عد الأصوات لتغطية العبث في أنظمة الانتخاب في عدة ولايات.. هل يجب وضع الانتخابات الأمريكية تحت إشراف الأممالمتحدة كرواندا والكونغو؟ شراء الديمقراطية من يملك أمريكا؟ وماذا تعطي مليارديراً عنده كل شيء!! لقد أفرغت الصناعة البتروكيميائية 48 مليون دولار في الحملة الانتخابية الجمهورية، ومن موظفي شركة إكسون موبيل جنى الجمهوريون أكثر من مليون دولار! وفور دخوله البيت الأبيض قرر بوش الابن سحب تنفيذ قانون نوعية الهواء من الوكالات الفدرالية إلى الوكالات الضعيفة الطيعة.. ولإنهاء أزمة الطاقة في كاليفورنيا قرر بناء مصانع نووية وهذه صفقة جيدة لأكبر شركة منشئة للمصانع النووية في تكساس تابعة لشركة هالبيرتون ومديرها التنفيذي هو نائب الرئيس ديك شيني! وأخيراً تم إلغاء الوسيط، كما قال المندوب الحكومي الزراعي في تكساس: لا حاجة للشركات للضغط على الحكومة الآن لأنهم هم الحكومة، فقد كانت شركة مونسانتو تضغط على وزير الزراعة واليوم مديرة مونسانتو هي أن فينامين وزيرة الزراعة!. فيما عين مدير شركة الكوا للألمونيوم بول أونيل وزيراً للمالية وكانت الشركة قد دفعت بسخاء في الحملة الانتخابية لبوش!. أما شركات الطاقة فقد دفعت أكثر من أربعة ملايين دولار في الحملة الجمهورية، وبعد ثلاثة أيام من توليه الحكم أصدر بوش الابن قراراً بإلغاء مراقبة المضاربة في مبيعات الطاقة في كاليفورنيا! وجلبت مكاتبات بسيطة بين بوش الأب ووزير النفط الكويتي من جهة، وبوش الأب والرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم لصالح ميراج كازينو من جهة أخرى، أكثر من مليون دولار لخزينة الحزب الجمهوري.. ماذا يفعل المرء برئيس مستخدم في شركات النفط والذهب، ففي العام 1981 كتب بوش الأب لسوكارنو أن يمنح شركة باريك امتيازاً جديداً للتنقيب عن الذهب فسلمها الأخير 68%من أكبر حقل للذهب خصماً على مكتشفه وتفاخر رئيس الشركة أن هيبة بوش كانت ذات فائدة عظيمة في الحصول على واحد من أكبر حقول الذهب في تنزانيا، إذ أن بوش هو المستشار الفخري للشركة. عربدة كاليفورنيا في العاشر من أبريل 1989 استغل جاكوب جايك مسؤول كبير في شركة سوذرن طائرة الشركة لمواجهة مجلس الإدارة بألاعيب الشركة في الحسابات فانفجرت الطائرة بعد دقائق من إقلاعها. وفي العام 2000 انطفأت الأنوار في سان فرانسسكو ارتفعت الأسعار بنسبة 7000% وأعلنت شركة سان فرانسسكو الإفلاس واجتمع شيني نائب الرئيس سرياً بمديري شركات الطاقة. جاكوب جايك..مسؤول كبير في شركة سوذرن ..استغل طائرة الشركة لمواجهة مجلس الإدارة بألاعيب الشركة في الحسابات فانفجرت الطائرة بعد دقائق من إقلاعها ونزولاً على نصيحتهم وبعد ثلاثة أيام من توليه للرئاسة أبطل بوش الابن القوانين التي تكافح الابتزاز في أسعار الكهرباء والطاقة وخرجت اجتماعات شيني بخطة الطاقة والتي أصدرها بوش الابن في 2001، وللإسف ما كان جريمة في العام 1980 أصبح مقاولة في العام 2004م وكان ذلك بفضل إغداق شركات الطاقة 18 مليون دولار في حملة الجمهوريين الانتخابية. وكان مقابل كل دولار يتلقاه آل غور من شركات الطاقة كان بوش يتلقى سبعة دولارات! ففي اليوم الذي وقع فيه بوش الابن قانون تكساس الذي يمنح بيع الكهرباء للغرب الكبير لسام وايلي قال الأخير إن بوش دفع ما عليه أن يدفعه!. لقد شوه بوش الأب وداس على تشريعات روزفلت، حيث تجاوزت العربدة خارج الحدود، حيث كان الصراع يدور حول الطاقة في بريطانيا التي تحولت بفضل المرسوم 1980م إلى سوق حرة ويعد هذا المرسوم هو المسؤول عن إنطلاق شركة إنرون للعالمية لا تحكمها أي قوانين في مجال الطاقة . وعين وزير الطاقة البريطاني لاحقاً عضوا في مجلس الإدارة واحتفظ بحقه في التصويت في البرلمان البريطاني وامتلكت الشركات الأمريكية 70% من سوق الطاقة البريطاني خلال ثلاث سنوات وارتفعت أسعار الكهرباء بنسبة 300-400%. وما تم في بريطانيا من كارثة لم يمنع من تمزيق القوانين والتشريعات التي توفر طاقة نظيفة ورخيصة في تكساس وكاليفورنيا وتحولت بفضل الحاكم الشاب بوش الابن إلى سوق حرة أشبه بالفوضى. وكانت شركات الطاقة والكهرباء تدفع الملايين كهبات للسياسيين وتحصل على المليارات من جيوب المستهلكين وانتشرت الفكرة السيئة في أمريكا الجنوبية، حيث الفقر والمقاومة الهشة، إذ جعل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من بيع أنظمة الطاقة والمياه والغاز وتحريرها شرطاً لمنح القروض. والقرض يعني الحياة فإما أن تبيع وإما أن تموت. ووصف خبير اقتصادي مرموق في البنك الدولي أن ما تم لا يعد خصخصة بل رشوة وهذا ما حدث في الأرجنتين، حيث اتصل ابن نائب الرئيس بوش الابن بوزير الطاقة الأرجنتيني لمنح مشروع بيع الأنابيب إلى شركة إنرون لأن ذلك سيعزز من العلاقات الأمريكية الأرجنتينية . ماذا يفعل المرء برئيس مستخدم في شركات النفط والذهب وتوج ذلك بشراء نظام المياه الذي انتهى إلى التلوث بفضل حصاد الأرباح.. وتساقط ضحايا كثر في الأرجنتين وبوليفيا جراء الاتجار في أنظمة المياه وجنى الشعب البوليفي مزيداً من القهر وإلغاء الحقوق المدنية وإعلان الأحكام العرفية، ولهذا كان رئيس البنك الدولي ولفنسون مبتهجاً أمام الصحفيين لأن الأوضاع في بوليفيا في طريقها للهدوء..! هل سئمت من هذا الوضع غير النزيه؟ ففي الكتاب الكثير من التحقيقات الصحفية الأكثر سآمة.. فهناك قصة الهرمون المنتج للحليب المعدل وراثياً لشركة مونسانتو وكيف يسعى رجل الدين الوقور بات روبرتسون للثراء المسعور وستقرأ أيضاً بتفصيل أكثر كيفية سرقة الديمقراطية وأمريكا الشركاتية، ومع ذلك فإن كل هذه القصص نشرت خارج أمريكا لأنه ليس هناك من يبالي!.