المذيع المُدهش الطيب عبد الماجد إذا كان موجوداً في برنامج تلفزيوني فهذا يعني وجود عناصر مختلفة، حيث يكون البرنامج جاذباً والحوار فيه عميقاً والقضية موجودة والحضور يكون أكثر سطوةً، وحتى خفة الروح والدم نجدها تتوافر.. لذلك تكون كل برامج الطيب مُحتشدة بالمتعة والتلقائية والجمال.. وليت الطيب يعود للفضائية السودانية حتى يضفي عليها الروح والحياة. شكر الله خلف الله: المخرج شكر الله خلف الله لا يختلف كثيراً عن الطيب عبد الماجد في محاولاته لأن يكون مختلفاً وغير عادي.. وشكر الله كمخرج دائماً يبحث عن الرؤية البرامجية ذات الطرح المُختلف، لذلك من البديهي أن يكون هو شكر الله خلف الله مخرج الروائع. المهرج: يبدو أنّ فرقة الأصدقاء المسرحية توقّفت في محطة مسرحية المهرج ولم تعد قادرة على إنتاج فعل درامي يُوازي تجربة المهرج.. وهذا يجعلنا نقدر لهم ذلك التوقف وهو نوعٌ من احترام الذات والحفاظ على التاريخ العريض لهذه الفرقة.. ولكن رغم احترامنا لهذا التوقف، فهذا لا يعني بأن نسكت عليهم وهم المبدعون الذين يعيشون حالة "نقص القادرين على التمام". صلاح مصطفى: يظل الفنان الكبير صلاح مصطفى واحداً من الفنانين الذين وضعوا بصمة واضحة على خارطة الغناء في هذا الوطن.. فهو كصوت يمتلك مقدرات غير عادية ومعدومة تماماً.. حيث يتحرك في كل المقامات بحرفية ومهنية عالية.. ولعل أعظم ما في صلاح مصطفى موهبته التلحينية التي تصل مرحلة العبقرية، والناظر لقائمته الغنائية يلحظ دقة وجودة ألحانه التي تتميّز بالانسيابية والتلقائية. شقي ومجنون: صحيحٌ أن المطربة نانسي عجاج كانت على درجة عالية من المهنية وهي تتغنى بأغنية "شقي ومجنون" للفنان الراحل صديق الكحلاوي.. وهي أظهرت كل مهاراتها الأدائية ودلقت في الأغنية كوباً من عسل صوتها النقي وجعلت الأغنية وكأنها رحيق مختوم.. ولكن نانسي مهما أبدعت وتجاوزت العادي والمستحيل، فإنها لن تطول مطلقاً ملك التطريب صديق الكحلاوي.
